responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 61

الأمر بالمعروف القلبي والبدني

نستطيع أن نفهم جملة من التكاليف الإلهية، التي بعضها مفاهيم عقائدية، وبعضها مسائل فقهية، فمثلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القلبي يختلف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر البدني. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدفه تصحيح المسار والفكر البشري، وإزالة الفساد الفكري، و تبديل الأعراف الفاسدة إلى أعراف صحيحة، والمحافظة على الأعراف الصحيحة، وكل هذه الأمور من الممكن أن تستفاد من شعائر سيد الشهداء عليه السلام.

تساند من؟ تتضامن مع من؟

من خلال ما قدمنا نستطيع أن نستنبط كيف أنيطت بالروح كل هذه المسؤولية؛ لأن الروح تميل للأحداث، حتى ولو كانت هذه الأحداث تاريخية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينطلق من منطلق مسؤولية الموقف تجاه الفرد الإنساني والفرد المؤمن، فمسئولية أنت مع من؟ ومع من تقف؟ ومع من تتضامن؟ وتساند من؟ هذه المسئولية لا تقف عند حد الحاضر بل هي متعلقة بأعماق التاريخ، فالإنسان بفطرته ينفر من الطغيان والوحشية، كما هو الحال في النفور الفطري من النازية، مع أنها مضت مع الأيام، ولكن لا بد أن يكون الموقف منها موقفا سلبيا.

الفائدة من الموقف السلبي تجاه الطغيان التاريخي

وموقف المسلمين من الخوارج في التاريخ القديم له فوائد، ومن فوائده أنه يفيدهم في أن لا يخرج من بينهم من يتبنى موقف الخوارج، ويهدد حالة السلام التي يعيشها المسلمون، ونحن هنا لا ننتقد فرقة الخوارج كفرقة فقط، وإنما ننتقد فكر الخوارج، حتى لو كان عند غيرهم ممن يتسمون بتسميات أخرى، كمن يبيحون دماء المسلمين استنادا إلى فهم خاطئ للدين، كما هو حال الفرق المتشددة والإرهابية، التي تحمل نفس فكر الخوارج، وترفع شعار الحق وتريد به الباطل، وتنسف مبادئ الدين بشعارات دينية.

ومن هنا تتبين أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لكي تربي الأجيال جيلًا بعد جيل، ولأن البشرية تحتاج دائما إلى إصلاح، والوعي البشري يتضمن برنامجاً إصلاحياً

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست