responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 41

إنكار منكر التاريخ من الإنكار بالقلب

قلنا في العام الماضي أن القرآن كتاب رثاء وندبة، وأضيف في هذا العام أن القرآن الكريم يدعو إلى اتخاذ الموقف ومحاكمة الأحداث التاريخية وشخصياته، ومن الضرورات الفقهية المتسالم عليها بين الفريقين هي إنكار المنكر، ويشمل مفهوم إنكار المنكر إنكار المنكر التاريخي والذي مر عليه زمان طويل، ومن المعروف أن مراتب إنكار المنكر هي: الإنكار بالقلب ثم باللسان ثم باليد، وحيث أننا لا نتمكن من إنكار المنكر التاريخي باليد واللسان، إلا أننا نستطيع إنكاره بالقلب، وأحداث التاريخ لها موضوع قائم فيجب إنكاره إنكاراً قلبياً، نحن نقول يجب ولا نقول يجوز؛ لأن اتخاذ الموقف من المنكر التاريخي ممكن بالقلب.

إنكار المنكر التاريخي في القرآن الكريم

وهذا الرأي يستند إلى القرآن الكريم، فالقرآن الكريم يعاتب ويؤنب ويندد باليهود المعاصرين للنبي محمد (ص) بما فعل أجدادهم قبل قرون عديدة، لأنهم متعاطفون مع أجدادهم، والقرآن الكريم لا يخاطبهم مخاطبة المتعاطف مع الظالم، وإنما يخاطبهم مخاطبة الظالم والمرتكب للجريمة وله شواهد عديدة منها قوله تعالى: (الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَ بِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ال عمران: 183، مع أن اليهود المعاصرين للنبي (ص) لم يقتلوا رسل الله ولكن الله خاطبهم بهذا الخطاب؛ لأن هؤلاء من أولئك رضوا بفعلهم ولم ينكروا عليهم.

و كذلك قوله تعالى: (وَ إِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْتُمْ ظالِمُونَ) البقرة: 51. و اليهود المعاصرين للنبي ليسوا هم الذين عبدوا العجل، مع ذلك وصفهم الله بهذا الوصف.

ولعن الله أمة رضيت بذلك

ومن هذا المنطلق يحارب الإمام المهدي أتباع بني أمية باعتبار أنهم رضوا بقتل الحسين (ع)، وهذا ما فعله القرآن الكريم مع بني إسرائيل المعاصرين للنبي (ص) وحملهم مسئولية ما فعله أسلافهم.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست