responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 42

وهناك قاعدة أخرى تستند إلى قول النبي (ص):

(من أحب قوما حشر معهم)

مستدرك الوسائل: 12/ 108، باب تحريم الرضا بالظلم والمعونة للظالم، الحديث 13648/ 2. فهل يراد لنا أن نحشر مع الظالمين من أمثال قابيل وقارون وفرعون. وهناك دليل عقلي فطري يحسن الحسن ويقبح القبيح فكيف نحارب فطرتنا ونطمسها؟

البراءة على صعيد العلاقات الدولية

أما على صعيد العلاقات الدولية، ففي مطلع هذا العام الميلادي زار الرئيس الياباني قبور الجنرالات اليابانيين الذين شاركوا في الحرب العالمية، فثارت ثائرة الصين وكوريا الجنوبية، فلم ثارت ثائرتهم ولم ينبشون التاريخ؟ ولم ينبش الرئيس الياباني هذا التاريخ؟

الصين تقول أن هؤلاء الجنرالات قد قاموا بجرائم في حق الإنسانية، ويجب اتخاذ موقف سلبي منهم والبراءة منهم، ومن غير المناسب زيارة قبورهم، بل طالب الصينيون والكوريون من الرئيس الياباني الاعتذار من هذا الفعل الذي يعد مساندة للمجرمين في حق الإنسانية، وأن هذا الفعل يربي الشعب الياباني على الإجرام ويرسخ التجاوزات التي يقوم بها المجرمون في الأجيال القادمة.

إذن التاريخ يؤثر في النفوس، وهو مجموعة من العلوم التي يمكن تطبيقها في الواقع، والتاريخ أبلغ تأثيرا في صياغة أفكار وعواطف المجتمع البشري من غيره.

وعندما يتساوى عند الإنسان الظلم والعدل، ولا يتخذ المواقف المناسبة منهما فإنه يصبح ظالماً بصورة تلقائية، ولذلك يُرفض النازيون والفاشيون وترفض الإشادة بهتلر وموسيليني؛ لأن التضامن مع مثل هذه النماذج السيئة يسبب أزمة في المجتمع البشري.

ولهذا يركز القرآن على الأحداث والسنن التاريخية و الاستفادة منها. التاريخ وعلم السيرة وتراجم الشخصيات ليس تاريخاً قد مضى وإنما عقيدة وعبرة وعظة وقراءة دينية، وعدم الإعتبار من التاريخ يسبب تكرار الخطأ الذي قام به الأولون، إذن الإنسان الحضاري هو الذي يتمسك بالتاريخ، ويستفيد منه في جو هاديء وفي جو الحوار العلمي الموضوعي، ومن الجهل والحماقة إغماض العينين عما جرى في التاريخ، الذي ينتج عنه تكرار الأخطاء، وتكرارالأخطاء بدون اتخاذ موقف ضدها قد يعطي إنطباعاً أنها ليست أخطاء؛ لأنَّ الناس يتفاعلون معها بشكل طبيعي ويعتادون عليها ولا ينظرون إلى الجانب السلبي منها.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست