responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 40

يقول السيد الطباطبائي في الميزان في ذيل هذه الآية:" أي يقول المنافقون وهم الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، والذين في قلوبهم مرض وهم الضعفاء في الإيمان ممن لا تخلو نفسه من الشك والإرتياب يقولون مشيرين إلى المؤمنين غرَّ هؤلاء دينهم، إذ لو لا غرور دينهم لم يقدموا على هذه المهلكة الظاهرة، وهم شرذمة أذلاء لا عدد لهم ولا عُدة، وقريش على ما بهم من العدة والقوة والشوكة" الميزان ج 9، ص 99

القرآن الكريم يندد ببعض البدريين كما هو واضح وصريح في الآية المذكورة، ومع ذلك نرى بعض المسلمين يعتقدون أن كل أهل بدر مغفور لهم حتى لو ارتكبوا ما ارتكبوا، ولعل الله نظر نظرة إلى أهل بدر وقال إعملوا ما شئتم فإني قد عفوت عنكم لعظمة موقف بدر، والسيد الطباطبائي يرد على هذه الرواية لأنها تخالف صريح القرآن الذي ندد ببعض البدريين 0

مفهوم اللعن في القرآن وعلاقته بالتولي والتبري

نحن نركز على القرآن فضلا عن كتب التاريخ والسير والمراجع التي يعتمد عليها الفريقان، القرآن يعلمنا نبش التاريخ ومحاكمة الشخصيات التاريخية وإتخاذ المواقف منها، ونحن هنا نعلن شرعية اللعن المتمثل بالبراءة من الظالم والوقوف مع المظلوم، واللعن ليس مفهوماً شيعياً عصبياً خرافياً أسطورياً ناشئاً من العقد النفسية وإنما هو مفهوم قرآني إسلامي أصيل، وحتى في العرف القانوني الحديث نرى أن اللعن سمي فيه بتسميات أخرى وهي الإستنكار والشجب والإدانة، وفي مقابلها التضامن والمساندة والتأييد والدعم، وهذا هو التبري والتولي ولكن بمصطلحات حديثة ليس إلا.

القرآن لا يدعو إلى نصرة المظلومين والمصلحين الشرفاء فحسب، وإنما يدعو إلى شجب وإدانة واستنكار ولعن الظالمين الذين لوثوا التاريخ البشري وتعدوا على حق البشرية حتى لو صاروا رفاتاً و تراباً، و الإستنكار من صميم الوجدان البشري ومن فطرة الإنسان.

والبعض حتى من المثقفين يستوحشون من اللعن، والمشكلة لا تكمن في حروف اللعن (ل ع ن)، و إنما في مضمون اللعن واتخاذ الموقف المضاد للظالمين، ولهذا فاللعن الوارد في زيارة عاشوراء ينطلق من هذا المنطلق وهذا هو منطق القرآن الكريم.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست