responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 167

مضمار السباق بين البشر الخيرات لا العدوان

أيضا في الآية الكريمة الثالثة: (وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)) هود: (119: 118) هنا مختلفين ليس بمعنى متخالفين متصارعين متحاربين وإنما مختلفين يعني متعددين ومتنوعين وثمرة هذا التعدد والتنوع هو (لتعارفوا) ليحصل النظم الاجتماعي، وأنت عندما لا تميز بين زيد وعمرو وبكر يضيع حينئذ النظم الاجتماعي، والفعل الاجتماعي قائم على التنوع والتعدد، الآية الرابعة تقول: (وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة: (48) يعني أن البشرية متعددة ومختلفة حتى في الملل والنحل والأمم، وهذه فلسفة تكوينية لكي يكون مضمار السباق الخيرات لا العدوان ولا الإثم والتعدي، والخيرات- كما يذهب الفقهاء من كل المذاهب الإسلامية- تشمل حتى غير المسلم، وهذا أيضا ناموس مهم تبينه الآية، وهو أن التفاضل يجب أن يكون في الجانب الخيري، وليس التفاضل في الجانب القومي أو العرقي وما شابه ذلك.

يمكن تحقيق التضامن والوحدة في ظل النظام العادل

في الأية الخامسة، يقول تعالى: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء: (92) إذا أردنا أن تعيش الأمة في وحدة ووئام وحدة وطن ومواطنة، وعملنا على زرع روح الانتماء والولاء للوطن لكي لا تكون هناك مزايدات في تفسير الوطن و المواطنة، ومن هو وطني ومن هو ليس بوطني، ومن يحمل الولاء للوطن ومن لا يحمل، ولكي لا يطلق العنان للتهريج والتخوين، الآية الكريمة تقول أن وحدة الوطن ووحدة الموطنة حتى البشرية التي تريد أن تعيش في ظل وحدة هيئة دولية بعيشة مستقرة، والبحث ينبطق على المستوى الاقليمي والدولي، لأن البحث لا يقتصر على البحث القطري في كيفية رسم منهج دستوري عادل يوجب الازدهار، صحيح هناك خصوصيات، لكن هناك خطوط عامة ومشتركة في الفقه القانوني الدستوري القطري والمواثيق الدولية، وحدة الوطن والمواطنة ينبغي أن تبنى في ظل العدالة وقال تعالى: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء: (92) إذا كانت الربوبية فقط لله وإذا كانت السيادة والملكية والملوكية والاختصاصات والامتيازات والشرعية لله فقط، والبقية كلهم سواسية لا مفاضلة في المبدأ التشريعي بينهم، إذا كان المبدأ الدستوري التشريعي يكرس ويقيم ويبني مثل هذا النظام تكون الوحدة مكفولة، ولا تحتاج الوحدة إلى برامج لزرع الوحدة الوطنية، والانتماء الوطني والولاء الوطني، إذا عُرِّفَ الوطن بشكل صحيح وهذا هو الجدل القائم، وهو كيف نعرف الوطن والمواطن، فالآية الكريمة تبين لنا أن الوطن أو وحدة الوطن

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست