responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 166

والسعي والعمل والتقوى والخلق الكريم وهذه الأمور لها مساحات واستحقاقات أخرى لم ينفها القرآن الكريم.

التعامل بالبر مع كل البشر كانت سنة النبي (ص)

وزع القرآن الكريم جانب الوطن والتربة إلى جانب تكويني بيئي وجانب انتمائي واعتقادي، وهذه أسس تطالعنا بها الآية الكريمة في هذا المجال سنستفيد منها في تفاصيل البحث، أيضا من الأمور المهمة التي يتعرض لها القرآن الكريم في بحث الوطن والمواطنة القضية التي وردت في قوله تعالى: (وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) المائدة: (2)، سنة النبي وأهل بيته تتمثل في أن البر هو تعامل عادل منصف مع كل البشر، على اختلاف مللهم وأديانهم وانتماءاتهم، قال تعالى: (لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة: (8)، البر والقسط والعدالة ناموس دنيوي يتم في ظله التعايش، (عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى)، والتقوى قد تكون في ظل الفعل الاجتماعي وفي ظل الفعل الفردي، ففي ظل الفعل الاجتماعي تعني التقوى عدم التجاوز على الآخرين، والحقوق المدنية يقرها الاسلام، وهي حقوق نابعة من الفطرة، قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) الروم: (30)، إذن جانب المدنية والفطرية والتعايش المدني يقرره القرآن الكريم مع كل نحلة وملة، ليس فقط في ظل الوحدة بين الأمة الإسلامية، بل حتى في ظل الوحدة البشرية، كما تشير إلى ذلك أحاديث النبي (ص) وتعامله حتى أهل الكتاب في مسجد النبي (ص) حينما دقوا الناقوس واعترض بعض الصحابة، وأراد أن يخرجهم ولكن النبي (ص) نهاهم عن ذلك وقال دعوهم وشأنهم.

البر يرتبط بالجانب الدنيوي والأخروي

إذن البر لا يرتبط بالجانب الأخروي دون الدنيوي، نعم له انعكاسات أخروية، ولكنه لا يقتصر على الجانب الأخروي، فالبر هو الإنصاف والعدل والأمانة، وعدم الغدر والالتزام بالعهد والمواثيق، هذا هو البر والتقوى وعدم التجاوز تحقيقا لمفهوم ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، إذن الآية تقرر أن الوطن والمواطنة ينبغي أن تعتمد على الإنصاف والالتزام بالعهود والمواثيق التي تضمن التعايش الانساني بين البشر، وهذا أمر لا بد منه، أي الاحترام والحرمة المدنية على المستوى الدنيوي، وهذا هو موضع البر، وينبغي بناءً على ذلك الامتناع عن سفك الدم والتعدي على حرمة الأموال أو الحقوق الشخصية المدنية أو الأعراض أو السمعة.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست