responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 168

وحتى وحدة الأمة الاسلامية إنما يمكن رسمها وإقامتها وبناؤها، ويمكن زرع الولاء والانتماء والتضامن والتعايش تحت ظل إرساء الإنصاف والعدل، ولا يمكن بغير ذلك، في ظل العدل وتساوي الحقوق من المستحيل في العادة وليس المستحيل العقلي أن تنشب الفتن سواء كانت الفتن القومية أو عنصرية أو طائفية أو مذهبية أو أديانية؛ لأن الكل يتنعم باستحقاقات مشتركة، فيريد أن يتخاصم ويتواجه ويتحارب من أجل أن يرى حقوقه المدنية والمعيشية مكفولة، ويشعر أن القانون لا يفرق بينه وبين الآخر من قومية أخرى، أو من دين آخر، أو من مذهب آخر، أو من عنصر آخر، فيكون التسابق في مضمار الاستزادة من الزاد الأخروي، وهذا أمر آخر، أما إذا كان جانب الإنصاف والعدالة والحقوق المتساوية لم تؤمن في الجانب المدني، والجانب المعيشي، فحينئذ تبدأ الفتن و تصيب المضطهد حالة من الاحتقان فينفجر الوضع.

السلم مرهون بالعدالة

إذن السلم الأهلي الداخلي والسلم الإقليمي والسلم الدولي مرهون بهذا المحور الذي يطرحه القرآن الكريم، لا يضمن القوي المستبد سواء على صعيد قطر أو على صعيد إقليم أو على صعيد كتلة بشرية أن يرسو له السلم والأمان؛ لأن الفطرة البشرية تحتقن وإذا احتقنت ينتج عنها التصدع والمواجهة والفتن الأهلية أو الإقليمية أو البشرية، وإذا توفرت العدالة للجميع فستكون النتيجة سلماً أهلياً إقليمياً دولياً وبالتالي ستسود المصالحة والتفاهم المشترك، وستكون المنافسة في الأمور التي تصح فيها المنافسة وهي التسابق إلى الخيرات، وحينئذٍ سيتبين ما هو صحيح وما هو خطأ بلحاظ النهج الأخروي، أما في ظل الظلم في العيش المدني، وشعور أحد الأطراف أنه مغبون في الفرص وتوزيع الثروات، فمن الطبيعي أن تكون الأرضية ملتهبة.

نهج الإمام الحسين نهج سلمي وليس نهجا استسلامياً

لننظر إلى النصوص التي وردتنا عن سيد الشهداء (ع) في هذا المضمار:

(اللهم إنا عترة نبيك محمد صلواتك عليه قد أُخرجنا وأُزعجنا وطُردنا عن حرم جدنا)

الأخبار الطوال للدينوري، ص 225، وسيد الشهداء باعتباره معارضاً سلمياً للنهج الملوكي الذي دشنه بنو أمية، في ظل مدرسة الشورى وعارض معارضة سلمية، سيد الشهداء توخى الجانب السلمي والحواري إلى أبعد حد، تثقيفه للقاعدة حتى البناء على القاعدة الموالية له لم يكن بغدر وحيلة، وإنما هو حوار وانفتاح يراسلونه ويراسلهم، ويزودهم بالثقافة القرآنية والنبوية فقد كتب له أهل الشام وأهل العراق كما في تاريخ ابن أعثم، وكانت بعض قبائل الشام تعيش في الكوفة وسيد الشهداء (ع) حتى مع الحر بن يزيد الرياحي زهير بن القين اقترح على سيد الشهداء (ع) أن يحارب الحرلأن من معه كانوا ألفاً، وهم أكلة سائغة وقال نستطيع أن نجيش القبائل التي أظهرت الولاء والانتماء والنصرة والمساعدة لنا وما شابه ذلك، ولكن الإمام الحسين (ع) قال:

(أكره أن أبدأهم بقتال)

بحار الأنوار، ج 45، ص 5. وهذه من بعض

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست