responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 155

برهان وعلم، ومن ثم أبوَّةُ من يحييك حياة أبدية أعظم فضلًا ممن يحيك حياة قصيرة، صلتك وولاؤك وانشدادُك لمن يحييك حياة أبدية أعظم فريضةً ووجوباً وإلزاماً ممن يحييك حياة قصيرة، لذا يؤكد القرآن الكريم أن الفساد في الأرض يتم بعداء أهل البيت (ع) ومحاربتهم وقطع الرحم معهم، وهم (ع) الرحم التي أمر الله أن توصل.

وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) في تفسير قوله تعالى: (وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) أنه قال: (نزلت في رحم آل محمد وقد يكون في قرابتك)

تفسير الأمثل ج 7 ص 343 في ذيل الآية 21 من سورة الرعد، نقلًا عن تفسير نور الثقلين ج 2، ص 494، أي أنه ربط بين قطع الرحم مع أهل البيت (ع) والفساد في الأرض وأن خليفة الله في الأرض هو رأس الصلاح والإصلاح، علي بن موسى الرضا يقول:

(الإمامة منزلة الأنبياء ووراثة الأوصياء، الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول، والإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين)

إحقاق الحق للتستري ج 28 ص 617.

وفي هذا إشارة إلى النظم والنظام الذي مر علينا في الصلاح والإصلاح وهناك نظم كثيرة تتعلق بالنبات والحيوان والإنسان والجماد، لو طبقتها البشرية لاسترشدت للكثير والكثير وهذه النظم هي عند خليفة الله: (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: (30).

الصلاح هوية خليفة الله

إنَّ أول هوية لهذا الخليفة وأبرز معالمه هو الصلاح والإصلاح، وفي ذلك رد على الملائكة حينما قالوا: (أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) البقرة: (30) وبدون خليفة الله لا يتم الإصلاح.

في القرآن الكريم في سورة الحشر: (ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) الحشر: (7)، الفيء في الأرض أي ثروات الأرض باصطلاح كافة مذاهب المسلمين، واللام في قوله (فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى) هي لام الملكية، وهذه اللام قد تكررت في لفطة الله والرسول وذي القربى، والقربى هي قربى الرسول (ص)، و هذه ليست قبلية أو قيصرية أو كسروية بل هي أوامر إلهية، ثم يقول (الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ) أي مصرف الفيء للطبقات المحرومة في المجتمع، والنظام الإلهي قائم على ذلك، والقرآن الكريم لم يقل أن (فلله وللرسول ولعيسى) مع أن عيسى (ع) سينزل حتما من السماء، وسيتبع سيد الأنبياء محمد (ص)، ومع ذلك فالقرآن الكريم يقول أن المؤهل لتوزيع الثروة العادلة في الأرض هم ذوو القربى.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست