قال تعالى: (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) النحل: (2)، القرآن الكريم يخبرنا أنَّ الملائكة تتنزل على خليفة الله هذا من جهة، ومن جهة أخرى في سور أخرى مثل سورة القدر يقول تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) القدر: (4) بتواتر روايات الفريقين أن ما يتنزل في ليلة القدر آجال كل كائن حي سواء كان نباتياً أو حيوانياً أو إنسياً أو جنياً، معلومات عن كل أجل، وتنزل معلوماتٌ عن كلِّ حدثٍ فردياً كان أوجماعياً، ومعلومات هائلة لا تحيط بها البشرية حتى بنحو العينة الجزئية، كل هذه المعلومات تتنزل على خليفة الله الأعظم، ونظم المعلومات تعني إدارة، وتعني إمامة، وتعني قيادة، وتعني خلافة إلهية، وفي هذا الملف يبين الله جدارة هذا الخليفة، وهو يصلح الأرض برسم سياسة الإصلاح وخططه ومنظومته، الإصلاح لا يتم إلا من خلال هذه المعلومات الضخمة والمذهلة.

الغرب يترقب عصر الظهو بقلق

العبارة التي قرأتها لكم من مجلة الشئون الخارجية الأمريكية لعام 2002 في شهر مايو ويونيو في تصريح وزير الخارجية الأمريكية عن سبب تواجد الأمريكيين في الشرق الأوسط حيث يقول: (أتينا لمواجهة عدومجهول، غير معلوم، غيرمرئي) الأمريكيون يتحسبون للأمور الغيبية أكثر منا، يتحسبون من أجندة مذهب أهل البيت (ع) من المهدي (عج) في تلميحات كلامهم، وكنت قد قرأت جملة من كتبهم المترجمة تبين أن أخوف ما يخافون هو ظهور هذا القائد العظيم، الذي له أجندة ليست في حسبان البشر، وهناك العديد من الشواهد تنقل عن شيعة العراق عن الدوائر الأجنبية وقوات التحالف حيث يحملون هذا الهاجس.

اليوم زارني عنصر من عناصر المكاتب الاستراتيجية، وأنا اختصرت الطريق معه وقلت له: أولا تؤمنون أن عيسى بن مريم (ع) سيظهر فقال: نعم، فقلت له أن عيسى بن مريم (ع) والمهدي (عج) في صف واحد، وإذا كان الأمر كذلك فلم نتحارب؟ بل لن تجد مدرسة على وجه الأرض تقدس النبي عيسى (ع) وتنزهه كمدرسة أهل البيت (ع)، حتى النبي موسى (ع)، انظر إلى العهدين وما يحتويان من أمور تطعن في الأنبياء (ع)، بينما نحن نقدس الأنبياء أكثر منكم، وأكثر من المذاهب الإسلامية الأخرى، فتعجب من هذا الأمر، وقلت له أن مريم (ع) هي إحدى زوجات سيد الأنبياء (ص) في الآخرة، ومن زوجاته هناك كلثم اخت موسى، وكذلك آسيا بنت مزاحم بالإضافة إلى خديجة بنت خويلد.