responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 91

هنالك يحدث في ميدان الفعل الأخلاقي تغيير جذري، و الاستعداد سيكون حينئذ فضيلة بالمعنى الدقيق. ففي النفس نمطان من الفضيلة: الطبيعية، و الفضيلة بالمعنى الحقيقي و الثانية لا تحدث بدون الفطنة و من أجل هذا يزعم البعض كسقراط- في طريقة بحثه- أن كل الفضائل أشكال من الفطنة فهو على حق بمعنى أنه لا يمكن وجودها بدون الفطنة و على خطأ باعتقاد أن كل الفضائل أشكال منها.

و البرهان على ذلك أن كل الناس اليوم، حين يعرّفون الفضيلة، بعد أن يبيّنوا نوع استعدادها و الأمور التي هي موضوعها، يضيفون أنها استعداد مطابق للقاعدة المستقيمة التفكر العقلي الصائب و القاعدة المستقيمة هي تلك التي تكون وفقا للفطنة و لكن ينبغي أن نمضي إلى أبعد من هذا، أن الاستعداد وثيق الارتباط بالقاعدة المستقيمة فالفطنة القاعدة المستقيمة. إذا سقراط اعتقد أن الفضائل قواعد أي أشكال من العلم، و أما في رأينا نحن فالفضائل وثيقة الارتباط بالقاعدة لا عينها (فهو رأي متوسط بين رأي سقراط و بين رأس تلامذته الآخرين).

فبان أنه لا يمكن أن يكون ذو وجود من غير العقل، و لا ذو تعقل من غير الفضيلة الخلقية فالفضائل جميعا مع التعقل. فلا يصحّ اختيار مروّ من غير تعقل و لا من غير فضيلة، من أجل أن أحدهما يصير التمام و الآخر يصيرنا نفعل الأفعال التي تؤدي إلى التمام.

و ليس بالحقيقة للحكمة تفوق على النظر الذي هو الجزء الأفضل في العقل، إذ لو قلنا بالتفوق فذلك مثل قول القائل إن للتدبير المدني تفوق على الحكام (أو العلل الأولى) و أن التدبير المدني (الأحكام السياسية) ينفذ و يجري في تمام المدينة. انتهى.

حاصل كلامه:

أقول: اطلنا استعراض كلامه في الفضائل العقلية لما احتواه:

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست