responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 90

الحكمة العملية هي جديرة بالاهتمام مثل الآراء المبنية على البراهين لأن التجربة (الخبرة) منحتهم نظرة حقيقية تمكنهم من رؤية الأمور رؤية صحيحة.

و أما عن (العلاقة بين الحكمة العملية و الحكمة النظرية و فائدتهما):

فأولا: إن الحكمة النظرية و الفطنة مرغوبتان في ذاتيهما ضرورة، على الأقل من حيث إنهما فضيلتان لكل واحد من جزئي النفس و هذا حتى لو لم تنتج أيهما شيئا.

ثانيا: هاتان الفضيلتان تنتجان في الواقع شيئا لا بالمعنى الذي به الطب ينتج الصحة، بل بالمعنى الذي به حالة الصحة هي سبب الصحة (العلة الصورية) فعلى هذا النحو الحكمة تنتج السعادة، لأنها لما كانت جزءا من الفضيلة الشاملة، فإن امتلاكها و ممارستها يجعلان الإنسان سعيدا.

و أيضا فإن العمل الخاص بالإنسان لا يتم تماما إلا بالتوافق مع الفطنة و مع الفضيلة الأخلاقية معا. ذلك أن الفضيلة الأخلاقية تؤمن سلامة الغرض الذي ننشده، و الفطنة تؤمّن وسائل بلوغ هذا الغرض.

و هناك أيضا قوة ما تسمى «البراعة» و هذه قادرة على فعل الأمور الهادفة إلى الغرض الذي ننشده و على بلوغه، فإن كان الهدف نبيلا، فإنها قوة خليقة بالمدح، لكن إن كان فاسدا، فإنها ليست غير تحايل و خبث. و ليست الفطنة هي هذه القوة، لكنها لا تقوم لها قائمة بدون هذه القوة.

الجميع يقرّون بأن كل نمط خلقي ينتسب إلى مالكه بنوع من الطبع (الفضيلة الطبيعية) و مع ذلك فنحن نطلب شيئا آخر، أعني الخير بالمعنى الدقيق، و نريد أن نحظى بالصفات على نحو آخر. فإنه حتى الأطفال و الدواب تملك استعدادات طبيعية، لكن هذه الاستعدادات لأنها غير مقترنة بالعقل، تبدو مضرّة. فكما يحدث لكائن عضويّ قوي، و لكن محروم من الإبصار، أن يسقط أرضا حين يتحرك، لأنه لا يبصر، كذلك الحال بالنسبة إلى الاستعدادات التي نتحدث عنها. و بالعكس إذا وافى العقل

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست