responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 20  صفحة : 119
يستفهمه... وقد كنت أدخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كلّ يوم دخلةً وكلّ ليلة دخلة، فيخليني فيها أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه لم يصنع ذلك بأحدٍ من الناس غيري... فما نزلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم آية من القرآن إلّاأقرأنيها وأملاها عليّ، فكتبتها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، ودعا اللَّه أن يعطيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب اللَّه، ولا علماً أملاه عليّ وكتبته منذ دعا اللَّه لي بما دعا، وما ترك شيئاً علّمه اللَّه من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، كان أو يكون، ولا كتاب منزّل على أحدٍ قبله من طاعة أو معصية إلّاعلّمنيه وحفظته، فلم أنْسَ حرفاً واحداً، ثمّ وضع يده على صدري ودعا اللَّه لي أن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكماً ونوراً...» [1].
إلى غير ذلك من التصريحات في تأثير الجهل وحبّ الدنيا في ظهور البدع وغيرها من المعاصي والزلّات.
خامساً- بين الابتداع والإبداع:
قد يتصوّر أحياناً أنّ الشريعة الإسلامية بمحاربتها للبدعة والابتداع تحارب الاجتهاد والإبداع وتقدّم الفكر الإنساني والديني، فتحسب كلّ نظرية جديدة في الدين والفقه والأخلاق والفلسفة ابتداعاً وإحداثاً في الدين، وبذلك تسدّ باب الاجتهاد والتجديد في الفقه والعلوم الدينية.
إلّاأنّ هذا التصوّر غير صحيح؛ لأنّ الشريعة الإسلامية أعطت الاجتهاد حرمته ومكانته وحثّت على التأمّل في الكتاب والسنّة، كما حثّت على نقد الذات ومحاسبتها ومراجعتها لأفكارها والسعي للتوصّل إلى نظريات وأفكار ورؤى جديدة من مصادر الدين لمشكلات الإنسانية على مرّ العصور.
فالاجتهاد القائم على اصول علمية محترم مقدّس، يحقّ معه للمجتهد في الفلسفة والأخلاق والفقه والاصول والعقيدة و... أن يدلي برأيه مستدلّاً عليه‌
[1] الكافي 1: 62- 64، ح 1. وانظر: الوسائل 27: 206، 207، ب 14 من صفات القاضي، ح 1.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 20  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست