responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 20  صفحة : 118
ضغث، فيمزجان فيجيئان معاً، فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من اللَّه الحسنى» [1].
ولعلّ الجامع قول الإمام علي عليه السلام- في وجه اختلاف الأحاديث والأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في رواية سليم بن قيس الهلالي: «... إنّما أتاكم الحديث من أربعة، ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر الإيمان، متصنّع بالإسلام، لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم متعمّداً، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه، ولكنّهم قالوا: هذا قد صحب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ورآه وسمع منه، وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبره اللَّه عن المنافقين بما أخبره، ووصفهم بما وصفهم، فقال عزّوجلّ: «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ»» ، ثمّ بقوا بعده فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة والدُعاة إلى النار...
ورجل سمع من رسول اللَّه شيئاً لم يحمله على وجهه، ووهم فيه، ولم يتعمّد كذباً، فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه، فيقول: أنا سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فلو علم المسلمون أنّه وهمٌ لم يقبلوه، ولو علم هو أنّه وهمٌ لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شي‌ء ثمّ أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، مبغض للكذب، خوفاً من اللَّه وتعظيماً لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، لم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمع، لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ... وليس كلّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يسأله عن الشي‌ء فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا
[1] الكافي 1: 54، ح 1.
[2] المنافقون: 4.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 20  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست