اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 144
و اختصاص أهلها بها لكانوا مذمومين في الغاية بل انقيادهم إلى
الحق و تسليم الأمر إلى أهله أفضل الأعمال بالنسبة إليهم و أعود عليهم في الدين. و
هذا كله من غرور الشيطان و خدعه بل قد ينخدع بعض أهل العلم بغرور الشيطان و يحدث
نفسه بأنه لو ظهر من هو أولى منه لفرح به و إخباره بذلك عن نفسه قبل التجربة و
الامتحان غرور فإن النفس سهلة القياد في الوعد بأمثال ذلك قبل نزول الأمر ثم إذا
دهاه الأمر تغير و رجع و لم يف بالوعد إلا من عصمه الله تعالى و ذلك لا يعرفه إلا من
عرف مكايدة النفس و طال اشتغاله بامتحانها[1].
و من أحس في نفسه بهذه الصفات المهلكة فالواجب عليه طلب علاجها من أرباب القلوب
فإن لم يجدهم فمن كتبهم المصنفة في ذلك و إن كان كلا الأمرين قد امتحى أثره و ذهب
مخبره و لم يبق إلا خبره يسأل الله المعونة و التوفيق فإن عجز عن ذلك فالواجب عليه
الانفراد و العزلة و طلب الخمول و المدافعة مهما سئل إلا أن يحصل على شريطة التعلم
و العلم. و ربما يأتيه الشيطان هنا من وجه آخر و يقول هذا الباب لو فتح لاندرست
العلوم و خرب الدين من بين الخلق لقلة الملتفت إلى الشرائط و المتلبس بالإخلاص مع
أن عمارة الدين من أعظم الطاعات فليجبه حينئذ بأن دين الإسلام لا يندرس بسبب ذلك
ما دام الشيطان يحبب إلى الخلق الرئاسة و هو لا يفتر عن عمله إلى يوم القيامة بل
ينتهض لنشر العلم أقوام لا نصيب لهم في الآخرة
[2]-« إحياء علوم الدين» ج 1/ 43؛« الجامع الصغير»
ج 1/ 74، حرف الهمزة، و شرحه:« فيض القدير» ج 2/ 279، الحديث 1938؛« مجمع الزوائد»
ج 5/ 302؛« الكافي» ج 5/ 19، كتاب الجهاد، باب من يجب عليه الجهاد و من لا يجب،
الحديث 1.
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 144