responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 145

إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ[1].

فلا ينبغي أن يغتر بهذه التلبيسات فيشتغل بمخالطة الخلق حتى يتربى في قلبه حب الجاه و الثناء و التعظيم فإن ذلك بذر النفاق‌

وَ قَالَ ص‌ حُبُّ الْجَاهِ وَ الْمَالِ يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يُنْبِتُ الْمَاءُ الْبَقْلَ‌[2].

وَ قَالَ ص‌ مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ أُرْسِلَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ بِأَكْثَرَ فَسَاداً فِيهَا مِنْ حُبِّ الْجَاهِ وَ الْمَالِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ‌[3].

فليكن فكره في التفطن لخفايا هذه الصفات من قلبه و في استنباط طريق الخلاص منها فإن الفتنة و الضرر بهذه الصفات من العالم و المتعلم أعظم منها في غيره بمراحل فإنه مقتدى به فيما يأتي و يذر فيقول الجاهل لو كان ذلك مذموما لكان العلماء أولى باجتنابه منا فيتلبسون بهذه الأخلاق الذميمة إلا أن بين الذنبين بونا بعيدا فإن الجاهل يأتي القيامة بذنبه و العالم يأتي بذنبه الذي فعله و ذنب من تأسى و اقتدى بطريقته إلى يوم القيامة كما ورد في الأخبار الصحيحة[4].


[1]-« صحيح مسلم» ج 1/ 106، كتاب الإيمان( 1)، الباب 47؛« مسند أحمد» ج 2/ 309؛« سنن الدارميّ» ج 2/ 241؛« إحياء علوم الدين» ج 1/ 43؛« مجمع الزوائد» ج 5/ 302، 303، ج 7/ 213.

[2]-« إحياء علوم الدين» ج 3/ 200، 241« تنبيه الخواطر» ج 1/ 155، 256. اعلم أنّ العراقي قال في« المغني» ج 3/ 200- المطبوع بهامش« الإحياء»-:« حديث حبّ المال و ... لم أجده بهذا اللفظ».

[3]-« سنن الدارميّ» ج 2/ 304؛« إحياء علوم الدين» ج 3/ 200، 241؛« مسند أحمد» ج 3/ 456؛« جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 14- 15 و في هذه المصادر الأربعة:« جائعان» بدل« ضاريان»-؛« تنبيه الخواطر» ج 1/ 155، 183، 256. و مثله في« الكافي»- ج 2/ 297، كتاب الإيمان و الكفر، باب طلب الرئاسة، الحديث 1- عن أبي الحسن عليه السّلام. و انظر« مجمع الزوائد» ج 10/ 250.

[4]- لعلّه يريد الأخبار التي وردت بهذه المضامين و نحوها: أ)« تحف العقول»/ 217، عن أبي جعفر عليه السّلام:

« من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا، و من علّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا»؛ ب)« بحار الأنوار» ج 2/ 24، الحديث 75، نقلا عن« الاختصاص»:« قال العالم عليه السّلام: من استنّ بسنّة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شي‌ء، و من استنّ بسنّة سيّئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شي‌ء»؛ ج)« بحار الأنوار» ج 2/ 24، الحديث 76- نقلا عن« نوادر الراونديّ»:--« بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السّلام، قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من يشفع شفاعة حسنة، أو أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، أو دلّ على خير، أو أشار به فهو شريك، و من أمر بسوء، أو دلّ عليه، أو أشار به فهو شريك».

اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست