فليكن فكره في التفطن
لخفايا هذه الصفات من قلبه و في استنباط طريق الخلاص منها فإن الفتنة و الضرر بهذه
الصفات من العالم و المتعلم أعظم منها في غيره بمراحل فإنه مقتدى به فيما يأتي و
يذر فيقول الجاهل لو كان ذلك مذموما لكان العلماء أولى باجتنابه منا فيتلبسون بهذه
الأخلاق الذميمة إلا أن بين الذنبين بونا بعيدا فإن الجاهل يأتي القيامة بذنبه و
العالم يأتي بذنبه الذي فعله و ذنب من تأسى و اقتدى بطريقته إلى يوم القيامة كما
ورد في الأخبار الصحيحة[4].
[1]-« صحيح مسلم» ج 1/ 106، كتاب الإيمان( 1)،
الباب 47؛« مسند أحمد» ج 2/ 309؛« سنن الدارميّ» ج 2/ 241؛« إحياء علوم الدين» ج
1/ 43؛« مجمع الزوائد» ج 5/ 302، 303، ج 7/ 213.
[2]-« إحياء علوم الدين» ج 3/ 200، 241« تنبيه
الخواطر» ج 1/ 155، 256. اعلم أنّ العراقي قال في« المغني» ج 3/ 200- المطبوع
بهامش« الإحياء»-:« حديث حبّ المال و ... لم أجده بهذا اللفظ».
[3]-« سنن الدارميّ» ج 2/ 304؛« إحياء علوم الدين»
ج 3/ 200، 241؛« مسند أحمد» ج 3/ 456؛« جامع بيان العلم و فضله» ج 2/ 14- 15 و في
هذه المصادر الأربعة:« جائعان» بدل« ضاريان»-؛« تنبيه الخواطر» ج 1/ 155، 183،
256. و مثله في« الكافي»- ج 2/ 297، كتاب الإيمان و الكفر، باب طلب الرئاسة،
الحديث 1- عن أبي الحسن عليه السّلام. و انظر« مجمع الزوائد» ج 10/ 250.
[4]- لعلّه يريد الأخبار التي وردت بهذه المضامين
و نحوها: أ)« تحف العقول»/ 217، عن أبي جعفر عليه السّلام:
« من علّم باب هدى فله مثل أجر من
عمل به و لا ينقص أولئك من أجورهم شيئا، و من علّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من
عمل به و لا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا»؛ ب)« بحار الأنوار» ج 2/ 24، الحديث 75،
نقلا عن« الاختصاص»:« قال العالم عليه السّلام: من استنّ بسنّة حسنة فله أجرها و
أجر من عمل بها، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، و من استنّ بسنّة سيّئة فعليه
وزرها و وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»؛ ج)« بحار الأنوار» ج 2/
24، الحديث 76- نقلا عن« نوادر الراونديّ»:--« بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه
عليهم السّلام، قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: من يشفع شفاعة حسنة، أو
أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، أو دلّ على خير، أو أشار به فهو شريك، و من أمر بسوء،
أو دلّ عليه، أو أشار به فهو شريك».
اسم الکتاب : منية المريد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 145