responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 79

جوانب متعدّدة منه، كقوله تعالى: ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلٰالَةٍ مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ [1]، و قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسٰانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مٰاءٍ دٰافِقٍ [2]، و قوله تعالى:

خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذٰا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [3].

و غير ذلك من الآيات الكريمة التي تدلّ على أنّ المبدأ الثاني هو السبب في انتشار نسل آدم و بقاء ذرية الإنسان الأوّل، كما هو صريح قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً [4]، بل هو الأصل في خلق كلّ دابة تدب على الأرض، قال تعالى: وَ اللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مٰاءٍ [5].

و لا ريب في كون المراد بالماء النطفة التي وردت في عدّة آيات، و إن كان الماء هو العنصر المهمّ من بدن الإنسان فإنّه يبلغ 65% من التكوين الماديّ له و البقية هي سائر العناصر الأخرى التي مصدرها التراب- كما عرفت في أوّل هذا الكتاب- و بعد انتقال تلك العناصر إلى الصلب بعملية خاصّة صعبة تشكّلت أوّل نطفة جامعة لتلك العناصر الأوّليّة و حاوية لجميع الخصائص المكوّنة لسائر الأفراد المتشعّبة منها، المتشابهة في الصفات الذاتيّة لتلك العناصر، و المتماثلة في الشكل و الهيئة لتبقى هذه السلسلة إلى ما يريد اللّه عزّ و جلّ من البقاء لها.

فإن كان التراب المصدر لحدوث الإنسان، و لكن الماء- أي: النطفة، كما عرفت- هو المصدر في بقائه، و يعدّ كلاهما من مناشئ تكوينه. و إلى صاحب الماء ينسب الولد، و هي القاعدة المتّبعة في النسب، كما دلّت عليها النصوص الشرعيّة، منها قوله تعالى: وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً


[1] سورة السجدة، الآية: 8.

[2] سورة الطارق، الآية: 5- 6.

[3] سورة النحل، الآية: 4.

[4] سورة الفرقان، الآية: 54.

[5] سورة النور، الآية: 45.

اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست