responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام المحبوسين في الفقه الجعفري المؤلف : الشيخ محمد باقر الخالصي    الجزء : 1  صفحة : 55

المال. و في خبر الدعائم عن علي 7 أنه قال: من خلّد في السجن رزق من بيت المال. و في هذين التعبيرين دلالة على أكفاء المسجون بما هو له كفاية، فإن الإنفاق هو معنى عام يشمل لكل ما يحتاج اليه المسجون ضرورة أو عادة. بل الظاهر شموله لكل ما لم يكن منع شرعي في استفادته سواء كان محتاجا اليه أو لم يكن، إذا لم يبلغ حدّ الإسراف أو التبذير. و كذا لفظ الرزق المعبّر به في خبر الدعائم، فإنه في اللغة و العرف بمعنى ما ينفع به الإنسان في عيشه. و منه قوله (صلى اللّه عليه و آله) في الدعاء: أوسع لهم في أرزاقهم و أوسع لي في رزقي، و ارزقهم في كل سنة كذا و كذا. فإنه بمعنى ما يموّن به الإنسان في عيشه بالنسبة إلى حوائجه بأنواع الاحتياج.

فالحاصل: أن أمر السارق في السجن ليس كأمر المرتدة لأن الظاهر أنه يلزم على الحاكم أن يؤونه بما له احتياج و ميل إليه عادة و هذا بخلاف المرتدة التي قد عرفت في أخبارها أنها يؤاخذ عليها في السجن أخذا شديدا و ضيقا موجعا.

الثالث: ورد في عدة من أخبار الباب أنه يجب قبل إيداع السارق في المرة الثالثة إلى الحبس أن يجلد أولا

ثم يودع في السجن.

(فمنها) ما رواه العياشي [1] في تفسيره عن السكوني عن جعفر بن‌


[1] هو محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المكنى بأبى النظر المعروف بالعياشي. قال النجاشي و العلامة: جليل القدر واسع الاخبار بصير بالرواية مضطلع بها. له كتب كثيرة تزيد على مائتي مصنف منها تفسيره المشهور، و هو صدوق عين من عيون هذه الطائفة و كبيرها. كان في أول عمره من العامة و سمع حديثهم كثيرا ثم تبصر و عاد إلينا. أنفق على العلم و الحديث جميع تركة أبيه و كانت ثلاثمائة ألف دينار، و كانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل قار أو معلق، و كان له مجلس للعام و مجلس للخاص. و قال ابن النديم: و لكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن. وثقه أكثر أهل الرجال.

اسم الکتاب : أحكام المحبوسين في الفقه الجعفري المؤلف : الشيخ محمد باقر الخالصي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست