اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 444
و أن سائر الاحكام المتوقفة علي اعمال القوة و القدرة كانت من شؤون
الولاة . و كذا قول الامام (ع): "فانما تحاكم الي الطاغوت" حيث استعمل لفظ الطاغوت واستشهد بالاية الشريفة، و كذا
قوله : "فاني قدجعلته عليكم حاكما" بدل قوله : "قاضيا" كل ذلك قرينة علي أن المقصود هو تعيين المرجع لجميع
الامور المرتبطة بالولاة التي منها القضاء. فيراد بالحاكم مطلق من يرجع اليه في الامور للبت و القرار. و الي هذا
البيان أيضا يرجع كلام كل من استدل بالمقبولة في المقام، فتكون المقبولة دليلا علي نصب الوالي و القاضي معا،
لابأن يستعمل لفظ الحاكم في المعنيين، بل لان القضاء أيضا من شؤون الولاة ولذا قدينصبون القضاة لذلك و
قديتصدون له بأنفسهم، كما كان يصنع أميرالمؤمنين (ع). و قدمر في خبر سليمان بن خالد، عن الصادق (ع): "ان
الحكومة انما هي للامام العالم بالقضاء".[1]و بعبارة أخري : ليس المراد أن هنا نصبين : نصب الفقيه واليا، و نصبه قاضيا و ان كان ربما يوهم ذلك كلام
الاستاذ - مد ظله - بل المراد نصبه واليا ولكن القضاء أيضا من شؤون الوالي .
و يمكن أن يؤيد كون المراد بالحاكم هو الوالي بقوله (ع): "عليكم" فان العلو انما يكون للوالي المتسلط، و لوأريد
القضاء فقط كان المناسب أن يقول : "بينكم ." و قدمر منا أيضا أن الظاهر كون الايات الثلاث مرتبطة بمسألة الولاية .
و يظهر من قول الامام (ع): "من كان منكم"، اعتبار كون الوالي و القاضي للشيعة الامامية من الشيعة . و من قوله :
"روي حديثنا"، كون روايات العترة و حديثهم أساس حكمه و قضائه . و لايصدق هذا الا علي المجتهد المستنبط من
الاحاديث، اذ المقلد أساس علمه فتوي مرجعه لاأحاديث أهل البيت .
و يظهر من قوله : "نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا" أيضا اعتبار الاجتهاد، اذ لايصدق علي المقلد
المحض أنه نظر و عرف، فان المتبادر من النظر في الشئ اعمال الدقة فيه، و من معرفته الاحاطة به تفصيلا. و
معني النظر في حلالهم و حرامهم النظر
[1] الوسائل 7/18، الباب 3 من أبواب صفات القاضي ، الحديث 3.
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 444