اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 194
صاحب الامر(ع)؟! ان هذا الامر لعجيب .
وعدم عصمة العلماء والفقهاء واحتمال خطأهم في مقام العمل لايوجب جواز اهمال ذلك، فان النبي 6 أيضا
وان كان بنفسه معصوما و لكن عماله الغائبين عنه لم يكونوا معصومين عن الخطاء والزلل، و كذلك عمال
أميرالمؤمنين (ع)، بل و كذلك عمال صاحب العصر والزمان - عجل الله فرجه - .
وعلي أي حال فاحتمال ضياع الحقوق مع النظارة والتصدي للحفظ والحراسة أضعف بمراتب من الترك
والاهمال بالكلية، فتدبر جيدا. هذا.
ونعيد الاشارة الي أن نفرة بعض الناس و انزجارهم من ألفاظ الحكومة و السلطنة ونحوهما ليس الا لابتلائهم
غالبا بالحكومات الجائرة الظالمة أو غير اللائقة . ففي الحقيقة يكون التنفر من الجور وعدم اللياقة، ولكنه سري الي
نفس الحكومة و الا فالحكومة و ادارة شؤون المسلمين وحفظ نظامهم بالنحو المعقول أمر يستحسنه العقل و
الشرع، كما يدل عليه كثير من الايات والروايات وقدمر بعض الايات في ذيل الدليل الاول، فراجع .
الدليل العاشر:
أخبار متفرقة أخري من طرق الفريقين يظهر منها اجمالا لزوم الحكومة والدولة في جميع الاعصار أو كونها
مرغوبا فيها شرعا نذكرها و نسردها. فعليك بالدقة في مفادها:
1 - ما رواه المفيد في الاختصاص، قال : "وقدروي بعضهم عن أحدهم أنه قال : الدين والسلطان أخوان توأمان لابد لكل
واحد منهما من صاحبه، والدين أس و السلطان حارس، و مالاأس له منهدم ومالاحارس له ضائع ."[1]