responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 216

بداهة أنّهما أمران ينتزعان من الإطاعة والمعصية المترتّبتان على العمل بما أمر به المولى أو بخلافه، عن إرادة وشعور، ولا يصحّ إطلاقهما على من لم يعمل عن إرادة وشعور، فكيف بمن كان في بطن أمّه، فلا بدّ من العناية في الحمل، وأن يكون باعتبار وجود المقتضي للسعادة من الصفات الحسنة التي هي جنود الإله، ووجود المقتضي للشقاوة من الصفات الرذيلة الخبيثة التي هي جنود الشيطان والنّفس الأمّارة، سواء قلنا بالجبر أو التفويض أو الأمر بين الأمرين، وهذا كإطلاق النار على الحطب، لما فيه من اقتضاء النارية، فالرواية لا تدلّ على الجبر بوجه من الوجوه.
و أمّا حديث«الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة»[1]فأجنبيّ عن المقام جدّاً، فإنّ الظاهر منه-و اللّه العالم-أنّ الناس مختلفون في القوّة الظاهرة والباطنة والعقل اختلافا شديدا، وهذا ممّا يختصّ بالإنسان، إذ غيره لا يختلف في نوع واحد منه أصلا، أو ليس بهذه الكثرة والشدّة، كاختلاف معادن الذهب والفضّة.
وهم ودفع:
أمّا الوهم: فهو أنّه لا بدّ في الفعل العبادي أن يكون قربيّا وصادرا عن إرادة، وهذا ينافي ما ذكر من أنّ الإرادة ليست بعلّة للفعل ولا تامّة التأثير فيه، بل العلّة التامّة وما يكون مؤثّرا في الفعل‌


[1]الكافي 8: 177-197.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست