تمام
التأثير هو الاختيار ليس إلاّ، فكيف التوفيق؟ وأمّا الدفع: فهو أنّ لفظ
الإرادة-كما مرّ غير مرّة-تارة يطلق ويراد منه الشوق المؤكّد الّذي هو من
صفات النّفس، وأخرى يطلق ويراد منه الاختيار والمشيئة، كما في جملة من
الروايات، وكلام الأصحاب ناظر إليها بالمعنى الثاني لا الأوّل، حيث إنّ
الشوق النفسانيّ لا يكون علّة للإمساك من أوّل الفجر إلى الغروب، بل الشوق
بخلافه.
و من هنا يعلم أنّه لا يكون مرجّحا له أيضا، والمرجّح له هو الأمر الإلهي
والداعي الرحماني والمحرّك المولوي، بل العلّة التامّة هو الاختيار،
فالمراد من هذا الكلام أنّ الفعل لا بدّ وأن يكون صادرا عن اختيار وبداع
إلهي في مقابل القسري، وما يكون بداع نفساني، فلا منافاة أصلا. هذا تمام
الكلام فيما يتعلّق بمادّة الأمر.