responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 212

إمّا أن يكون باقيا بعد الحدوث أو لا، فعلى الأوّل لا يستغني عن المؤثّر ما دام باقيا، وهو المطلوب، وعلى الثاني يلزم الانقلاب، إذ انتفاء لازم الذات والماهيّة مستلزم لانتفاء الذات، وهو محال.
و أوضح مثال مثّل في المقام: وجود الصورة في النّفس، فإنّها موجودة في النّفس ما دام تتوجّه النّفس بها، وتنعدم بمجرّد سلب النّفس توجّهها عنها. وهكذا وجود الضوء في العالم متفرّع على إشراق الجرم المشرق المضي‌ء وتابع له، فإنّه بمجرّد وجود حاجب في البين أو انعدامه ينعدم، فكما أنّ وجود الصورة في النّفس ليس وجودا واحدا موجودا بتوجّه‌[واحد]و هكذا وجود الضوء ليس وجودا واحدا بإشراق واحد، بل هناك وجودات متتابعة ناشئة من توجّهات النّفس آنا فآنا ومن إشراقات متعدّدة واحدا بعد واحد، إلاّ أنّا نرى واحدا في الظاهر، فكذلك قدرة العبد أيضا في كلّ آن غيرها في آن آخر، وهي في كلّ آن مفاضة بإفاضة غيرها في آن آخر، وبمجرّد قطع الفيض عن العبد تنعدم من دون احتياج إلى معدم أصلا.
فالقول بالتفويض-كالجبر-باطل عاطل، وإنّما الحقّ هو الأمر بين الأمرين، وأنّ للعبد سلطنته على الفعل، وللباري تعالى سلطنة على سلطنته، والعبد قادر على الفعل والترك، ومختار بينهما عند إفاضة القدرة والوجود منه تعالى بحيث لو قطع الفيض ينعدم.

اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست