responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 210

منه تعالى، وربما لا تصدر بحسب المصالح والمفاسد، فالإرادة ليست بأزلية حتى يقال: إمّا تعلّقت بالأفعال أو لم تتعلّق، ويلزم ما ذكر، والأفعال ليست أفعال اللّه حتى تكون معلولة لإرادته واختياره، بل هي معلولة لاختيار العباد حيث إنّها أفعالهم، فالقضية سالبة بانتفاء الموضوع.
و بالجملة لمّا جعلوا الإرادة من صفات الذات، وقعوا في هذه الشبهة، وقالوا بمجبورية العباد في أفعالهم، وأنت بعد ما عرفت أنّ الإرادة ليست من صفات الذات لا يبقى لك إشكال من هذه الجهة، فتأمّل.
و منها: أنّه تعالى حيث إنّ إرادته عين علمه، فإن علم بفعل العبد يجب، وإن علم بعدمه فيمتنع، فهو إمّا واجب صدوره من العبد أو ممتنع، وإلاّ يلزم تخلّف العلم عن المعلوم، وهو محال في حقّه تعالى، وبذلك أشار شاعرهم حيث قال: }#+}#گر مى نخورم علم خدا جهل بود والجواب-مضافا إلى أنّ هذه الشبهة أيضا مبتنية على جعل الإرادة من صفات الذات، وقد عرفت بطلانه-أنّ علمه تعالى تابع لوقوع الفعل بمعنى أنّه حيث كان العبد يصدر منه الفعل علم هو به، لا أنّه حيث علم به يصدر الفعل من العبد.
و بعبارة أخرى: ليس العلم بالصدور علّة للصدور، بل الأمر بالعكس، والصدور علّة للعلم به، ضرورة أنّ طلوع الشمس غدا

اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست