responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 209

بذلك في أفعال اللّه حيث إنّه تعالى أيضا خلق الأشياء بالمشيئة والاختيار، ولا فارق في البين، وهذا ممّا لا يمكن الالتزام به، ولا يقول به الأشعري.
و منها: أنّ الأفعال بين واجب وممتنع، إذ الإرادة الأزلية له تعالى إمّا تعلّقت بها فهي واجبة، أو لم تتعلّق بها فهي ممتنعة، وإلاّ لزم أن تكون إرادة العبد غالبة على إرادة اللّه، وهو باطل بالضرورة.
و هذه الشبهة نشأت من جعل إرادته تعالى من صفات الذات، وهو المعروف بين جملة من الفلاسفة وهو باطل، بل هي من صفات الفعل.
بيان ذلك: أنّ صفات الذات-كما عرفت-هي ما لا يمكن نفيها عنه تعالى بوجه من الوجوه، كالقدرة والعلم حيث إنّهما لا يمكن نفيهما عنه تعالى، إذ هو تعالى قادر إذ لا مقدور، وعالم إذ لا معلوم.
و أمّا الإرادة فيمكن نفيها عنه تعالى كما في التنزيل‌ { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْر و لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر } [1].
و قد تطابقت وتظافرت الأخبار بأنّ الإرادة من صفات الفعل، وليس شي‌ء غير العلم والقدرة من صفات الذات، والحياة صفة تنتزع عنهما، وبقيّة الصفات كلّها من صفات الفعل، ومنها الإرادة، فهي على هذا ليست بأزلية، بل هي-كسائر الأفعال-ربما تصدر


[1]البقرة: 185.


اسم الکتاب : الهداية في الأصول المؤلف : الصافي الإصفهاني، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست