responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 2  صفحة : 372

الشّمس سبب لوجوب الصلاة إنشاء لا إخبارا، ضرورة بقاء الدلوك على ما هو عليه قبل إنشاء السببيّة له، من كونه واجدا لخصوصية مقتضية لوجوبها أو فاقدا لها، و إن الصلاة لا تكاد تكون واجبة عند الدلوك ما لم يكن هناك ما يدعو إلى وجوبها، و معه تكون واجبة لا محالة و إن لم ينشأ السببية للدّلوك أصلا.

و منه انقدح أيضا، عدم صحّة انتزاع السببيّة له حقيقة من إيجاب الصلاة عنده، لعدم اتصافه بها بذلك ضرورة.

نعم لا بأس باتّصافه بها عناية، و إطلاق السبب عليه مجازا، كما لا بأس بأن يعبّر عن إنشاء وجوب الصّلاة عند الدلوك- مثلا- بأنّه سبب لوجوبها فكنّي به عن الوجوب عنده.

فظهر بذلك أنه لا منشأ لانتزاع السببيّة و سائر ما لأجزاء العلة للتكليف، إلا ما هي عليها من الخصوصية الموجبة لدخل كل فيه على نحو غير دخل الآخر، فتدبر جيدا.

يمكن انفكاك ذواتها من تلك الخصوصيّة المقتضية لذلك، و إلّا لزم ان يكون كل شي‌ء مؤثرا في كل شي‌ء. و معلوم انّ تلك الخصوصيّة لا يمكن إيجادها فيه بمجرّد إنشاء تلك العناوين كما لا يخفى.

و لا تبعا للتكليف، و ذلك لأنّ التكليف متأخّر عنها ذاتا فلا يمكن ان يكون متقدّما و منشأ لانتزاع الشي‌ء المتقدم جزما، بل يمكن ان يقال كما أفاده السيّد الأستاذ انّ سببيّة شي‌ء لشي‌ء و عليّته له لا يمكن ان تكون مجعولة تبعا لموضوعها تكوينا أيضا، و ذلك لأنّ عليّة العلّة التي تكون بالحمل الشائع علّة انّما تكون كائنة في ذات العلّة و مأخوذة من صميمها بحيث لا يحتاج في صدق عنوان العلّية على العلّة إلى حيثيّة زائدة، و إلّا لزم ان تكون مع تلك الحيثيّة علّة، فلا بدّ من نقل الكلام مع ملاحظة تلك الحيثيّة، بل انّما يكون صدق ذاك العنوان على‌

اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 2  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست