responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 2  صفحة : 124

و منها: آية الأذن‌

وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ يُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ‌ فإنه تبارك و تعالى مدح نبيه بأنه يصدق المؤمنين، و قرنه بتصديقه تعالى.

و فيه: أوّلا: إنه إنما مدحه بأنه أذن، و هو سريع القطع، لا الأخذ بقول الغير تعبدا.

(1) (قوله: و منها آية الاذن‌ وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ‌ [1] ... إلخ) اعلم انّ تقريب الاستدلال بالآية الشريفة هو انّ النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كان يصدّق المؤمنين، أي يتّكل على اخبارهم، فمدحه اللّه سبحانه بتصديقه إيّاهم، و معلوم انّ هذا المدح كان لأجل تصديقه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) كلّ واحد منهم منفردا لا مجموعا، و ذلك بدليل لفظ «المؤمنين» فانّه جمع محلّى باللام، و هو مفيد للعموم الأفرادي، فإذا كان النبي (صلى اللّه عليه و آله) يصدّق كلّ مؤمن يجب علينا التأسي به (صلى اللّه عليه و آله)، كما قال سبحانه: لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [2].

و فيه أوّلا: انّ الآية انّما تكون في مقام حكاية فعل النبي (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و لا يعلم منها انّ تصديقه إيّاهم هل كان عبارة عن عدم ردعهم و عدم الجحود عليهم فقط، من دون ترتيب أثر على اخبارهم، فانّ عدم الردع مرتبة من التصديق، أو هو عبارة عن ترتيب الأثر على اخبارهم، فتكون الآية من هذه الجهة مجملة ذات احتمالين.


[1] سورة التوبة: 61.

[2] سورة الأحزاب: 21.

اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 2  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست