اسم الکتاب : تحريرات في الأصول المؤلف : الخميني، السيد مصطفى الجزء : 7 صفحة : 157
لا يقول إلّا بما قال به أئمّة الهدى (عليهم السلام) في موارد الشكّ و الشبهة ظاهرا [1]، غير تامّة؛ لظهور الرواية في الكفّ عند الشبهة بالنسبة إلى الواقع؛ لأنّ بمراجعتهم يتبيّن الواقع، و لا تبقى الشبهة و العمى، و يتعرّفون الحقّ.
و لو كانت أحاديث الرفع و الحلّ و البراءة كافية في المسألة، كانت حجّة ابن الطيّار تامّة على الإمام (عليه السلام) لأنّ المرويّ عن الرسول (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) هي البراءة الشرعيّة، فيعلم منه عدم جواز الاتكاء على مثلها، فتقع المعارضة.
اللهمّ إلّا أن يقال: إنّ في المتن إجمالا؛ لأنّ محتوى الخطب غير معلوم، فربّما كان قابلا للقرينيّة على حدود المراد من كلام الإمام (عليه السلام) و استدلاله بالآية.
و لو قيل: الأخباريّ يقبل جميع هذه الطائفة سندا، فلا يتمّ المطلوب و هي هداية الأخباريّين، و إن كان الاصوليّ في فسحة بعد ذلك.
قلنا: إنّ هذه الطائفة الناطقة بالردّ إلى اللّه، لا بدّ و أنّها محمولة على الأخبار المختلفة الواردة في شيء واحد؛ لما لا يعقل الردّ إلى اللّه إلّا بالردّ إلى القرآن كتاب اللّه، و هذا لا يتصوّر إلّا في موارد الاختلاف، كما ورد في أخبار التثليث [2]، و في رواية عمرو بن شمر بن يزيد، عن جابر بن يزيد الجعفيّ، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصيّة له لأصحابه [3].
و من الغريب توهّم الاصوليّين: أنّ أخبار التثليث طائفة خاصّة من الطوائف المستدلّ بها على الاحتياط [4]، فإنّ التثليث أمر خارج عن مضمون الخبر، و ما هو