اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 542
(و اما القسم الثاني) و هو مثل الاستكنان فهذا ليس له حصول الا في
نفس الفاعل فله اعتبار ان (احدهما) ان تصوره صار علة لكون الفاعل فاعلا بالفعل و
هو بهذا الاعتبار غاية (و ثانيهما) ان الشىء صار موصوفا به بالفعل بعد ان كان
موصوفا به بالقوة و هو بهذا الاعتبار خير سواء كان خيرا حقيقيا او خيرا مظنونا^ (و
يجب ان يعلم) ان غاية الفاعل القريب لتحصيل الصورة في المادة هى نفس تلك الصورة و
اما الذي لا يكون غايته صورة في المادة فانه لا يكون فاعلا قريبا فان عرض ان يكون
الذي غايته صورة في المادة و الذي يكون غايته صورة لا في المادة شيأ و احدا فذلك
الواحد وحدته بالموضوع مثل ان يبنى الانسان بيتا ليستكن فيه فان كونه مستكنا علة
لكونه بناء بوجه ما فالمستكنية علة بعيدة فلا جرم غايتها ليست صورة في مادة و
البنائية علة قريبة لحصول صورة البناء في مادة فلا جرم غايتها هي تلك الصورة
المادية^
الفصل الحادى عشر في الجود
(و الفرق) بينه و بين الخير ان الجود هو افادة ما ينبغى لا لعوض فمن
يهب السكين لمن يقتل به مظلوما لا يكون جوادا و الذي اعطى ليستعيض لا يكون جوادا
ايضا و لا يجب ان يكون العوض كله جنسا مخصوصا بل الثناء و المدح و استحقاق الجزاء
و اكتساب الكمال كل ذلك اعواض فالجود هو افادة الخير بشرط عدم العوض و عند ذلك ظهر
الفرق بين الجود و الخير^
الفصل الثاني عشر في ان كل من فعل فعلا لغرض فهو ناقص
(برهانه) ان الذي يفعل فعلا الغرض فلا يخلو اما ان يكون وجود ذلك
اسم الکتاب : المباحث المشرقية فى علم الالهيات و الطبيعيات المؤلف : الرازي، فخر الدين الجزء : 1 صفحة : 542