اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 99
و لفظ
«الدولة» بفتح الدال و ضمّها في أصل اللغة اسم لما يتداول بين الناس من المال و
الجاه و المنصب و الحرب، فيطلق على كل واحد من هذه المعاني بلحاظ تداولها في أيدي
الناس. و يتعين المقصود منه بالقرينة. و المراد هنا الجاه و القدرة و الإمرة
ظاهراً؛ لعدم مناسبة سائر المعاني للاتصاف بالوجوب. كما أُريد ذلك بالقرينة
المقالية و الدلالة السياقية في قوله (عليه السّلام)
فإذا
أدّت الرعية إلى الوالي حقّه و ادّى الوالي إليها حقّها عزّ الحقُّ بينهم .. فصلحَ
بذلك الزمان و طُمِعَ في بقاء الدولة ..[1].
هذا
و لكن لا يبعد كون المقصود بقاء الدولة و ثباتها بالعدل و عدم ثباتها بالجور و إن
يمكن حدوثها، كما لعلّه يستفاد من ذيل الحديث المزبور
، و
يشهد لذلك كون الوجوب في أصل اللغة بمعنى الثبوت.
و
على أيّ حال لا إشكال في دلالة كلامه المزبور في الخطبة الشقشقية على وجوب قيام
العلماء بالعدل و تأسيس حكومة العدل قبال الجبابرة و الطواغيت، إذا كانوا متمكنين
من ذلك بنصرة الناس.
و
منها: ما دلّ على مدح من تولّى أُمور الناس و عدل و نظر في أُمورهم، مثل صحيح زيد
الشحام، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) يقول
من
تولّى أمراً من أُمور الناس فعَدَل و فتح بابَه و رفع ستره و نظر في أُمور الناس
كان حقاً على اللَّه عزّ و جلّ أن يؤمّن روعته يوم القيامة و يدخله الجنة[3].