اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 83
عادلًا
قائماً بالقسط، عالماً بأحكام الدين، عارفاً بحلاله و حرامه. و إنّ اعتبار ذلك
واضحٌ بضرورة العقل و الوجدان، كما قلنا سابقاً؛ نظراً إلى أنّ الحكومة الإسلامية
لمّا كانت حكومة قانونية إلهية مجعولة لأجل إجراء القانون و بسط العدل و القسط بين
الناس، لا بدّ للوالي من صفتين هما أساس الحكومة الإسلامية و لا يعقل تحققها إلّا
بهما.
إحداهما:
العلم بالقانون. و ثانيتهما: العدالة؛ لوضوح عدم صلاحية الجاهل و الظالم و الفاسق
لذلك، و لا يلائم حكمة الشارع أن يجعله والياً على المسلمين و حاكماً على
مقدّراتهم و على أموالهم و أنفسهم، مع شدّة اهتمامه بذلك؛ حيث لا يمكن إجراء
القانون الإلهي كما هو حقّه إلّا بيد الفقيه العادل العارف بأحكام الدين؛ لأنّ
الجاهل لا يعرف أحكام الدين و لا يميّز حلاله من حرامه، و لو كان عادلًا و الفاسق
لا يؤمن منه عليها، و لو كان فقيهاً.
و
قد دلّ على ذلك نصوصٌ:
منها:
قول أمير المؤمنين (عليه السّلام)
لا
ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين
البخيل فتكون في أموالهم نَهْمتُه[1]، و لا
الجاهل فيُضلّهم بجهله، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه، و لا الحائف للدُّول[2]
فيتَّخذ قوماً دون قوم، و لا المرتشي في الحكم فيَذهب بالحقوق و يقف بها دون
المقاطع[3]، و لا
المعطِّل للسنة فيُهلك الأُمّة[4].