اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 17
و لكن لا
يخفى: أنّ ملكية اللَّه تعالى حقيقية، لا اعتبارية، و إنّما يناقض سلطانه و ملكيته
التصرف التكويني الحقيقي في الإنسان، لا الاعتباري. و ذلك إنّما يتحقق بالقهر
التكويني، كالإجبار و الضرب و الجرح و القتل، لا بمجرد الأمر ما دام لم ينجرّ إلى
ذلك.
و
على أيّ حال يرد على هذا الاستدلال أنّ العقل لا يحكم بمنع التصرف في ملك اللَّه
إلّا بملاك. و ذلك الملاك لا يكون إلّا الظلم. و من هنا لا حكم للعقل بمنع التصرف
في الناس إذا كان لإجراء العدل و إحقاق الحق. و إنّما يحكم به إذا كان من مصاديق
الظلم و الجور.
و
من الواضح أنّ الكلام في ثبوت الولاية لغير اللَّه لغرض إجراء العدل و إحقاق الحق.
و ما يكون من الظلم و الجور خارجٌ عن محلّ الكلام.
و
لكن يمكن تقريب هذا الاستدلال بوجه آخر:
و
هو أنّ العقل لا يرى الولاية على التصرف في شيء إلّا لمالكه، و أنّه لا يرى
المالكية الحقيقية للموجودات إلّا لخالقها و موجدها، و أنّ اللَّه تعالى هو المالك
الحقيقي للموجودات بنظر العقل؛ لأنّه خلقها و أوجد ما لها من الكمالات و
الخصوصيات.
و
عليه فله تعالى حق التصرف في جميع الموجودات و الولاية على العباد في نظر العقل. و
لمّا لا حظّ لغيره في ذلك، لا يرى لأحد الولاية على أحد من الناس، إلّا من ثبتت له
الولاية عليهم بإذنه تعالى و إعطائه الولاية إليه.
و
عليه فلا يرى العقل لغير اللَّه تعالى من العباد ملاكاً لوجوب طاعته، إلّا من ورد
له إذن من اللَّه تعالى بالحكومة و الولاية على الناس كما ورد للنبي (صلّى اللَّه
عليه و آله و سلّم) و الأئمّة (عليهم السّلام)، في صريح الكتاب و السنة المتواترة.
اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 17