يعاقبهم به علي طريق التأبيد موجعاً شديد الألم (فَاتَّقُوا اللّهَ) يا معاشر العقلاء (يا أُولِي الأَلبابِ الَّذِينَ آمَنُوا) يعني المؤمنين منهم، و خصهم بالذكر و الخطاب، لأنهم المنتفعون بذلك دون الكفار. و قوله تعالي (قَد أَنزَلَ اللّهُ إِلَيكُم ذِكراً) قال قوم: أراد بالذكر القرآن لأنه سماه ذكراً في قوله (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ)[1] ذهب اليه السدي و إبن زيد، فعلي هذا تقديره انزل اللّه إليكم ذكراً و أرسل إليكم رسولا، و سماه ذكراً لأنه يتذكر به ما يجب العمل به و الانتهاء عنه. و قيل إن معني الذكر الشرف كأنه قال: أنزل اللّه إليكم شرفاً. و قيل: المراد بالذكر الرسول لقوله (فَسئَلُوا أَهلَ الذِّكرِ)[2] ذهب اليه الحسن، فعلي هذا يکون (رسولا) بدلا منه، و تقديره أنزل اللّه إليكم ذكراً هو رسوله. قال الزجاج: تقديره فأنزل اللّه إليكم ان ذكر رسولا هو جبرائيل عليه السلام.
رَسُولاً يَتلُوا عَلَيكُم آياتِ اللّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَي النُّورِ وَ مَن يُؤمِن بِاللّهِ وَ يَعمَل صالِحاً يُدخِلهُ جَنّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَد أَحسَنَ اللّهُ لَهُ رِزقاً (11) اللّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَ مِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَ أَنَّ اللّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلماً (12)
آيتان.