responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 308

و قتادة: معناه‌ سمعت‌ و أطاعت‌ ‌ أي ‌ كأنها سمعت‌ بأذن‌ و أطاعت‌ بانقياد لتدبير اللّه‌.

تقول‌ العرب‌ أذن‌ لك‌ ‌هذا‌ الامر إذناً بمعني‌ أسمع‌ لك‌ ‌قال‌ عدّي‌ ‌بن‌ زيد:

ايها القلب‌ تعلل‌ بددن‌        ‌إن‌ همي‌ ‌في‌ سماع‌ و أذن‌

و ‌قال‌ آخر:

صم‌ ‌إذا‌ سمعوا خيراً ذكرت‌ ‌به‌        و ‌إن‌ ذكرت‌ بسوء عندهم‌ أذنوا[1]

‌ أي ‌ سمعوا و ‌قال‌ عدي‌ ‌بن‌ زيد:

‌في‌ سماع‌ يأذن‌ الشيخ‌ ‌له‌        و حديث‌ مثل‌ ماذي‌ مشار[2]

و ‌قيل‌ ‌إن‌ معني‌ «و حقت‌» حق‌ لها ‌أن‌ تأذن‌ بالانقياد لأمر ربها، يقال‌: حق‌ ‌له‌ ‌أن‌ ‌يکون‌ ‌علي‌ ‌هذا‌ الأمر بمعني‌ جعل‌ ‌ذلک‌ حقاً.

و ‌قوله‌ «وَ إِذَا الأَرض‌ُ مُدَّت‌»

روي‌ ‌عن‌ النبي‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌ ‌قال‌: (تمد ‌الإرض‌ يوم القيامة مثل‌ الأديم‌)

و معني‌ «مُدَّت‌» بسطت‌ ‌إن‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ يأمر بأن‌ تمد مد الأديم‌ العكاظي‌ ‌حتي‌ يزيد ‌في‌ سعتها. و ‌قيل‌ معناه‌ إنها تبسط باندكاك‌ جبالها و آكامها ‌حتي‌ تصير كالصحيفة الملساء.

و ‌قوله‌ «وَ أَلقَت‌ ما فِيها وَ تَخَلَّت‌» معناه‌ القت‌ ‌ما ‌فيها‌ ‌من‌ المعادن‌ و غيرها، و تخلت‌ منها، و ‌ذلک‌ مما يؤذن‌ بعظم‌ الأمر ‌کما‌ تلقي‌ الحامل‌ ‌ما ‌في‌ بطنها عند الشدة. و ‌قال‌ قتادة و مجاهد: أخرجت‌ ‌الإرض‌ أثقالها. و ‌قوله‌ «وَ أَذِنَت‌ لِرَبِّها وَ حُقَّت‌» ‌قد‌ فسرناه‌ و ليس‌ ‌هذا‌ ‌علي‌ وجه‌ التكرار، لأن‌ الأول‌ ‌في‌ صفة السماء و الثاني‌ ‌في‌ صفة ‌الإرض‌ فليس‌ بتكرار و ‌هذا‌ كله‌ ‌من‌ أشراط الساعة و جلائل‌ الأمور ‌الّتي‌ تكون‌ ‌فيها‌. و جواب‌ «إِذَا السَّماءُ انشَقَّت‌» محذوف‌ و تقديره‌ ‌إذا‌ كانت‌ ‌هذه‌ الأشياء ‌الّتي‌ ذكرها و عددها رأي‌ الإنسان‌ ‌ما قدم‌ ‌من‌ خير ‌او‌ شر، و ‌قيل‌ جوابه‌ ‌في‌ «إِنَّك‌َ كادِح‌ٌ» ‌قال‌ ‌إبن‌ خالويه‌ الفاء مقدرة


[1] مر ‌في‌ 5/ 44
[2] مر ‌في‌ 5/ 287
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست