اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف الجزء : 1 صفحة : 118
أو الإنسان المجتر.
و
يستهدف العلماء من أبحاثهم هذه إنتاج سلالة بشرية جديدة يدخل في تكوينها بعض
الصفات النباتية أو الحيوانية المرغوبة، كجعل الإنسان ذاتي التغذية يعتمد على ذاته
في غذائه كالنبات (التمثيل الضوئي).
و
يفكّر العلماء أيضا في إنتاج طراز جديد من الجنس البشري عن طريق استخدام طريقة
التكاثر الجسدي في تنمية الخلايا المختلطة، و بعد التأكّد من نجاح إنتاج هذا
الطراز الجديد فيمكن تعميمه بالطريق الطبيعي، أي التكاثر الجنسي.
و
لم يقف التلاعب بالحياة على المستوى العضوي، بل إنّ الفكر العلمي الحديث يتجه إلى
ابتداع طرق للتحكّم في إرادة الإنسان بأجهزة الكترونية، و هذا هو الإنسان
الالكتروني الذي يمكنه إشباع رغباته و حاجاته عن طريق أزرار مركّبة على جسده.
و
رغم ما يقال عن تكنولوجيا التكاثر من أنها ما زالت في طور الخيال و أنها لا تعدو
أن تكون حاليا مجرّد أضغاث أحلام، إلّا أنّ استخدامها الناجح- على مستوى الحيوان و
النبات- شجّع العلماء على التفكير في تطبيق قوانينها العلمية على الجنس البشري، و
ما زراعة الأجنة أو طفل الأنبوب إلّا تجسيد حيّ لطموح الإنسان في التحكّم في خلقته
و صفاته، و لعلّ جهود العلماء في هذا المضمار تجسّد رغبة الإنسان في التوصّل إلى
إكسير الحياة؛ ليكرس بذلك خلوده و انتصاره على الموت الذي هو مع ذلك سنة اللّه في
خلقه.
و
نذكر هنا أن أحد المليونيرات الأجانب طلب إنتاج نسخة من ذاته و أبدى استعداده
لتمويل أبحاث التكاثر الجسدي. و مثل هذا التفكير يحمل في طياته معاني كثيرة يفهمها
كل لبيب[1].
و
قال بعض آخر من الأطباء: «موضوع الهندسة الوراثية في غاية الأهمية لسبب إن تقرر
أنّ كل القرارات الإلهية الموجودة داخل الخلية يبدأ البحث فيها بمنتهى الدقّة، و
هي تمثّل 300 مليون جزئية. العالم بدأ في دراستها علميا و اعتمد لها 15 مليار
دولار، فتولّت ثلاث دول هذه العملية- أمريكا و اليابان و ألمانيا الغربية، و من
المنتظر أن يتمّ الكشف عن هذه الجينوم أو هذه الوثيقة بعد 15 عاما ...[2]».
و
قيل: «إنّ بداية الإنسان ما هو إلّا خلية واحدة فيها نواة، إذا درسنا هذه النواة
نجد أنّ فيها