responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 469

12- ولما حوصر (ع) وهدد بالمناجزة والقتال، خطب أصحابه ليلة العاشر من المحرم، وقال في جملة ما قال: «أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا أخير من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيراً. ألا وإني لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً. وإني قد أذنت لكم جميعاً. فانطلقوا في حِلّ ليس عليكم مني ذمام. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملًا. وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي. فجزاكم الله جميعاً خيراً. ثم تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله. فإن القوم يطلبونني، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري»[1].

كل ذلك من أجل أن يكون موقف أصحابه معه عن قناعة تامة غير مشوبة بإحراج أو حياء أو نحو ذلك مما قد يستغله المصلحيون، خصوصاً في مثل هذه الظروف الحرجة، حيث قد يسلكون فيها الطرق الملتوية ويتشبثون بالذرائع الواهية، في محاولة تكثير الأعوان، وضمان نصرتهم لهم.

13- ومثل ذلك ما عن الأسود بن قيس العبدي قال: «قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري. قال: عند الله أحتسبه ونفسي. ما كنت أحب أن يؤسر، ولا أن أبقى بعده. فسمع قوله الحسين، فقال له: رحمك الله. أنت في حلّ من بيعتي. فاعمل في فكاك ابنك. قال: أكلتني السباع حياً إن فارقتك. قال: فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار»[2] ... إلى غير ذلك مما يجده الناظر في تاريخ هذه‌


[1] الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 57- 58 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 317 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة.

[2] تاريخ دمشق ج: 14 ص: 182 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب، واللفظ له. تهذيب الكمال ج: 6 ص: 407 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. ترجمة الإمام الحسين( ع) من طبقات ابن سعد ص: 71 ح: 292.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست