10- ولما منعه الحرّ من النزول في نينوى أو الغاضرية أو شفية قال زهير بن القين (رضوان الله تعالى عليه) للإمام الحسين (ع): «إنه لا يكون والله بعد ما ترون إلا ما هو أشد منه يا ابن رسول الله. وإن قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم. فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قِبَل لنا به». فقال له الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «ما كنت لأبدأهم بالقتال»[2].
وذلك منه (ع) غاية في التنزه عن البغي والعدوان، أو عن أن يتهم بشيء من ذلك تحريفاً للواقع، وتشويهاً للحقيقة، وتهريجاً عليه.
11- ومثله ما ورد من أن أصحاب الإمام الحسين (ع) لما أشعلوا النار في الحطب في الخندق الذي حفروه حولهم عندما حوصروا، نادى الشمر: «يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة». فقال مسلم بن عوسجة (رضوان الله عليه) للإمام الحسين (ع): «يا ابن رسول الله جعلت فداك ألا أرميه بسهم؟ فإنه قد أمكنني، وليس يسقط سهم. فالفاسق من أعظم الجبارين». فقال له الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «لا ترمه، فإني أكره أن أبدأهم»[3].
ونرى في مقابل ذلك أهل المدينة في واقعة الحرة- فيما ذكره بعض المؤرخين- قد جعلوا في كل منهل بينهم وبين الشام قطراناً وعوروه لئلا يستقي منه جيش الشام، وإن أضر ذلك بغير الجيش من أهل البادية والمسافرين. أنساب الأشراف ج: 5 ص: 353 خبر يوم الحرة. تاريخ مدينة دمشق ج: 58 ص: 104، 105 في ترجمة مسلم بن عقبة بن رياح. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 380 في أحداث سنة ثلاث وستين. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 113 في أحداث سنة ثلاث وستين: ذكر وقعة حرة. البداية والنهاية ج: 8 ص: 243 في أحداث سنة ثلاث وستين. تاريخ خليفة بن خياط ص: 182 في أحداث سنة ثلاث وستين: أمر الحرة. وغيرها من المصادر.