responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 421

أهمية دور رجال الشيعة في مجال التخصص الديني‌

وقد كان لشيعة أهل البيت عليهم السلام الحظ الأوفر من ذلك، لثقافتهم العالية الأصيلة، التي فتح الباب لها أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وتعاهدها الأئمة من ولده عليهم السلام. ولصدق لهجتهم في الحديث وثقة الناس بهم.

وقد فرضوا أنفسهم بذلك على عموم المسلمين، حتى ذكر الذهبي- مع ما هو عليه من التحامل على الشيعة- أنه لو ردّ حديث الشيعة لذهبت جملة من الآثار النبوية[1]. وقال الجوزجاني- على نصبه-: «وكان قوم من أهل الكوفة لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة ... احتملهم الناس على صدق ألسنتهم في الحديث ...»[2] ... إلى غير ذلك.

عدم اقتصار الأمر على الشيعة

غير أن ذلك لا يعني اقتصار الأمر على الشيعة، فقد عمّ ذلك جميع المسلمين على اختلاف توجهاتهم، كما هو ظاهر بأدنى ملاحظة لتاريخ تلك الفترة.

بل قد يكون ظهور ذلك في الشيعة محفزاً لغيرهم على التوجه في هذه الوجهة، ولو من أجل أن لا ينفرد الشيعة في الساحة، ويستقطبوا طلاب العلم والثقافة الدينية، فتفرض ثقافتهم على جميع المسلمين.

كما قد يناسب ذلك ما عن الزهري، كقوله: «لولا أحاديث سالت علينا


[1] ميزان الاعتدال ج: 1 ص: 5 في ترجمة أبان بن تغلب.

[2] أحوال الرجال ص: 78- 80 في ترجمة فائد أبي الورقاء، واللفظ له. تاريخ دمشق ج: 46 ص: 233 في ترجمة عمرو بن عبد الله بن أبي شعيرة. ميزان الاعتدال ج: 2 ص: 66 في ترجمة زبيد بن الحارث اليامي، وقال الذهبي:« وقال أبو إسحاق الجوزجاني- كعوائده في فظاظة عبارته- كان من أهل الكوفة ..». تهذيب التهذيب ج: 8 ص: 59 في ترجمة عمرو بن عبد الله بن عبيد. وغيرها من المصادر.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست