responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 420

وسبق عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (صلوات الله عليه) ما يناسب ذلك‌[1].

وذلك ينضم للعاملين السابقين في تنبيه عامة المسلمين لدينهم، وتحفيزهم على العمل بأحكامه، والتعرف عليها وعلى واقع دينهم في العقائد والفقه والسلوك والأخلاق.

حاجة المجتمع الإسلامي لمتخصصين في الثقافة الدينية

وحيث تحرر الدين وخرج عن هيمنة السلطة، لسقوط شرعية الدولة، نتيجة العوامل السابقة، فمن الطبيعي أن يحقق التوجه الديني المذكور الحاجة لجمهور المسلمين- على اختلاف توجهاتهم- إلى جماعة يتوجهون للثقافة الدينية، ويتخصصون فيها، ويعرّفون بها.

وهذه الطبقة قد كان لها وجود قبل ذلك من بقايا الصحابة والتابعين، خصوصاً من أصحاب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، إلا أنها كانت محاصرة ومعزولة عن المجتمع العام، نتيجة الحجر الثقافي الذي قوي في عهد معاوية، ولعدم حاجة المجتمع لها وعدم تبنيه لها بعد مرجعية السلطة في الدين. ومن ثم كانت معرضة للاضمحلال لو استمرت تلك المرجعية.

أما بعد سقوط شرعية السلطة، وفصل الدين عنها فقد قويت هذه الطبقة تدريجاً نتيجة حاجة المجتمع إليها وتعلقهم بها وتبنيهم لها، وصار لها وجودها المتميز، على اختلاف توجهاتها، من حملة الحديث الشريف، والفقهاء، ومفسري القرآن المجيد، والزهاد، والمتألهين، والوعاظ، ونحوهم ممن يتميز بجانب من جوانب الدين، ويكون مرجعاً أو قدوة فيه.


[1] تقدمت مصادرهما في ص: 382.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست