responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 419

ثانيها: معاناة الناس من السلطة الجائرة، ومن تدهور الأوضاع نتيجة الصراعات والفوضى. فإن ردّ الفعل المناسب لذلك والميسور لعامة الناس- ممن لا حول له ولا قوة- هو الانكفاء على النفس، والبعد عن الفتن، واللجأ إلى الله عز وجل، وطلب رضاه بالرجوع لدينه، والتزام تعاليمه الشريفة.

ولاسيما بعد أن ظهر على السلطة الاستهتار بالدين والاستهانة به. فإن ذلك يؤكد الاندفاع نحو الدين، لكونه مظهراً إرادياً أو لا إرادياً للتحدي العملي للسلطة، والاحتجاج الصامت عليها، الذي فيه السلامة من خطر الاحتكاك بها. مع ما فيه من فضح السلطة، والتنبيه لسلبياتها.

ولعل لهذين الأمرين أعظم الأثر في الصحوة الدينية التي تعيشها المجتمعات الإسلامية في أيامنا هذه بعد موجة التحلل من الدين، تبعاً للغرب والشرق الماديين. فهي ردّ فعل لظهور العدوان من الشرق والغرب، وتجاوزهما على حقوق الشعوب.

ثالثها: قوة التشيع وانتشاره بعد فاجعة الطف. حيث إن من أبرز مفاهيم التشيع وتعاليمه ضمّ العمل للعقيدة. فقد استفاض عن النبي (ص) والأئمة من أهل بيته (صلوات الله عليهم) أن الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان‌[1]. وأكدوا (صلوات الله عليهم) على العمل كثيراً.

وكان التدين والالتزام بالأحكام الشرعية من السمات البارزة في الشيعة. وقد سبق عن سفيان الثوري قوله: «وهل أدركت خيار الناس إلا الشيعة؟»،


[1] نهج البلاغة ج: 4 ص: 50. الخصال ص: 178 ح: 239، ص: 179 ح: 241. عيون أخبار الرضا( ع) ج: 2 ص: 204. سنن ابن ماجة باب في الإيمان. المعجم الأوسط ج: 6 ص: 226، ج: 8 ص: 262. تفسير القرطبي ج: 1 ص: 372. الدر المنثور ج: 6 ص: 100. تاريخ بغداد ج: 1 ص: 271 في ترجمة محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الله. تهذيب الكمال ج: 18 ص: 82 في ترجمة عبد السلام بن صالح. سير أعلام النبلاء ج: 15 ص: 400 في ترجمة علي بن حمشاذ. وغيرها من المصادر الكثيرة.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست