responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 376

المؤمنين (صلوات الله عليه).

ويعلم أهل المعرفة أن انهيار مشروعه (صلوات الله عليه) عسكرياً إنما تسبب عن التزامه بالمبادئ وحرفية التشريع، واستغلال خصومه ذلك، ومحاولتهم الخروج عنها، والالتفاف عليها، في وسائل صراعهم معه، وفي تثبيت سلطانهم بعده، لوجود الأرضية الصالحة لتقبل ذلك من عامة الناس، لعدم استحكام الدين والمبادئ في نفوسهم، وثقل الأمانة والاستقامة عليهم.

ولا يتوقع صلاح المجتمع الإسلامي بعد أن دخله الفساد. بل كلما زادت ألفتهم له زاد استحكامه فيهم، وتعذر تطهيرهم منه.

نعم يمكن أن يغلب الباطل بباطل مثله في المكر، وانتهاك الحرمات، والخروج عن المبادئ والقيم والالتفاف عليها. كما حصل. والدنيا دول.

ونتيجة لذلك كان توجه هؤلاء النفر إلى المحافظة على الموجودين من ذوي الدين والصلاح بتجنب الاحتكاك بالحاكم، لأن ذلك غاية الميسور.

وربما يكون ذلك هو المنظور لكثير ممن أشار على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) بترك الخروج على يزيد، ومنهم عبد الله بن جعفر، كما يظهر من كتابه للإمام الحسين (ع) الذي تقدم التعرض له في المقصد الأول‌[1].

بل كلما زاد الاحتكاك بالحاكم، وتحقق منه التجاوز عن الحدّ في الرد، زاد جرأة على انتهاك الحرمات، وأبعد في التجاوز عليها، وتعود الناس على ذلك وألفوه، وخفّ استنكارهم له.

فكيف إذا كان المنتهك حرمته هو الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي هو أعظم الناس حرمة، والرجل الأول في المسلمين؟! كما يشير


[1] تقدم في ص: 65.

اسم الکتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها المؤلف : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست