responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 84

ربا بين الوالد وولده) الذي يضيّق مفهومَ (الربا) في قولنا (الربا حرام) ، فالنجس الواقعي نجس ، ولكن للإنسان الجاهل بالنجاسة ـ من باب الإمتـنان عليه من ربّه ـ أن يـبني على الطهارة لا أكثر .

رابعاً : إنّ الأدلّة في باب الأمارات تـفيد أيضاً تـنزيلَ مؤدّى الأمارة منزلةَ الواقع ، وقد ذكرنا ذلك قبل قليل عند ذكر روايات العَمْرِيّ ثـقتي ، فما أدّى إليك عنّي فعَنّي يؤدّي ، وما قال لك عنّي فعنّي يقول ، فاسمع له وأطِعْ ، فإنّه الثـقة المأمون العَمْري وابنُه ثـقتان ، فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك عنّي فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنهما الثّـقتان المأمونان وأما محمد بن عثمان العَمْري فإنه ثـقتي وكتابُه كتابي ، أي أنّ الثـقة إذا قال لنا خبراً فكأنه الواقعُ تماماً ، ومع ذلك لم يتجرّأ فقيهٌ على القول بأنّ مَنِ اعتمد على خبر الثـقة فصلّى قصْراً ـ مثلاً ـ ثم تبين أنه كان يجب عليه أن يُتِمّ صلاتَه أنه يُكتـفى بصلاته بناءً على تـنزيل مؤدّى خبر الثـقة منزلة الواقع ، ومِثْلُ هذا الحكمِ الكثيرُ من الأمثلة .

الملاحظة الثانية : مرّ معك في مرحلة السطوح أنّ المداليل العقليّة للأمارات حجّة دون المداليل العقليّة للأصول العمليّة ، وقد فضّلنا ذِكْرَها ـ بتوسعة وتـفصيل ـ في بحث الركن الثالث من أركان الإستصحاب ـ تحت عنوان مثبتات الأمارات والأصول ـ لأكثر مِن سبب ، منها أنّ البحث والكلام في المثبتات يقع في باب الإستصحاب ، وإلاّ فاللوازم العقليّة للأمارات حجّة بلا شكّ ولا خلاف لأكثر من سبب ككونها تصادف الواقع غالباً كالمداليل المطابقيّة للأمارات ، ولأنّ الثـقة إذا أخبر عن شيء فهو عرفاً يخبر عن لوازمه العقليّة لأنهما بقوّة واحدة من حيث الكاشفيّة ، فلو قال الثـقة "كان زيد تحت الحائط عند وقوع الحائط عليه" ، فقولُه هذا يعني أنه قد مات ، بخلاف ما لو استصحبنا بقاءه تحت الحائط ، فإنه ليس لنا أن نبني على أنه قد مات فنورّث أقاربَه وتعتدّ زوجتُه ! بل اللوازم العقليّة لسائر الأصول غير حجّة ، فلو تمسّكنا بقاعدة الطهارة في لحمٍ وجدناه في أرضٍ لغير المسلمين فإنّ ذلك لا يجوّز لنا أن نـتمسّك بقاعدة الطهارة أو بطهارة اللحم لإثبات لوازم الطهارة وهي تذكيّة اللحم ... فراجع هناك .

مسلك جعْلِ الحكم المماثل

السؤال هنا هو : إذا أفادتـنا الأمارةُ بحكمٍ أو أفادنا الأصلُ العمليّ بوظيفةٍ عمليّة ما ، فهل معنى إعطاء الحجيّة لأخبار الثقات وللأصول العمليّة هو أنّ الله تعالى يجعل حُكْماً شرعياً جديداً ظاهريّاً

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست