اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 571
القرآن اِلاّ وقد أنزله الله فيه . وهذا الصنف لا يُنكِرُه
شيعي قط ، فالمفسّرُ الشيعي التقيّ لا يُدرك كلّ معاني القرآن الكريم ولا يدّعي
ذلك ، ولكنها مع ذلك لا تـنفي حجيّةَ الظهور . ومثلُها ما بعدها .
ـ ومنها : ما رواه عمر بن قيس عن أبي
جعفر (ع) قال سمعته يقول : اِنّ الله تبارك وتعالى لم يَدَعْ شيئاً تحتاج إليه الاُمّةُ
اِلاّ أنزله في كتابه وبـينَهُ لرسوله (ص) .
ـ ومنها : ما رواه الريان بن
الصلت عن الرضا عن آبائه (ع) قال : قال الله عز وجل : ما آمن بـي مَن
فَسَّرَ برأيه كلامي ، وهذا لا ينكره شيعيٌّ مؤمِنٌ قط ، لأنّ التـفسير بالظنّ
حرام ، ومثلُها ما بعدها .
ـ ومنها : ما رواه عبد الرحمن بن
سمرة قال قال رسول الله (ص) : لعن الله المجادلين في دين الله
على لسان سبعين نبـياً ، ومَن جادَلَ في آيات الله كَفَرَ ، قال الله [مَا
يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا][572]، ومَن فَسَّرَالقرآنَ برأيه فقد افترى
على الله الكَذِبَ ، ومَن أفتى الناسَ بغير عِلْمٍ لعنـته ملائكة
السماوات والأرض .
ـ ومنها : ما رواه أبو البختري عن
الصادق عن آبائه (علیهم السلام) ان
أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عليّ (ع) ... إلى أن قال (ع) : فإنّي سمعت جدي رسولَ
الله (ص) يقول : "مَن قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده
من النار" .
ـ ومنها : ما رواه أبو بصير عن أبي
عبد الله (ع) قال : مَن
فَسَّرَ القرآنَ برأيه اِنْ أصاب لم يُؤجر ، واِنْ أخطأ خَرَّ أبْعَدَ مِنَ
السماء ، فالمراد من قوله (ع) برأيه هو الظنّ ، ونحن لا
نفسّر بالظنّ ، وإنما نحمل الكلام على ظاهره ، أو قُلْ : نحن نفسّرُ طبقاً للمعنى
الموضوع له اللفظُ ، وهذا يَعمَل على أساسه كلُّ الناس في كلّ زمان ومكان .
ـ ومنها ما ادُّعِيَ مِن عدم
معرفة المناسبة بين فعل الشرط وبين جواب الشرط في قوله تعالى [وَإِنْ خِفْتُمْ
أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ
مَثـنى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ][573]، مع أنهم ذكروا ستة
وجوه في ذلك من قبـيل : وإن خفتم أن لا تعدلوا في نكاح اليتامى ـ أي الصغار لأنهنّ
لا يستطعن أن يَعرفن حقوقهنّ وواجباتهنّ ، ولا يستطعن أن يدافعن عن أنفسهنّ
لصغرهنّ ـ فانكحوا الكبار ...