responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 563

 

قلتُ : ما ذكرتم من أنّ موضوع الحجيّة هو المراد الجدّي صحيحٌ لا رَيبَ فيه ، لكن نحن متعبَّدون شرعاً بالأخذ بظهورات الألفاظ وبالقرائن المعتبرة شرعاً فقط ، ولا دخل لنا بالقرائن الغير معتبرة شرعاً ، حتى ولو أفادتـنا الظنّ بخلاف الظاهر ، فنحن في عالم الشرع يجب أن نـنظر إلى المعتبر شرعاً فقط لا غير ، فإن استظهرنا معنى معيّناً فبها وإلاّ فلا قيمة لكلّ القرائن الغير معتبرة . لا بل حتى في القانون الموضوعي يجب أن يكون هذا الكلام جارياً أيضاً ، فإنه لا ينبغي أن يؤخذ بقرينة لا اعتبار لها عندهم ، ولذلك فنحن نـتوقّع أن يأخذ كلّ قضاة العالم بخصوص ظهور كلام المدّعي والشاهد والمقِرّ مطلقاً حتى ولو ظنّوا من قرائن غير معتبرة أنهم لا يريدون ظاهر كلامهم.

كما أنّ المتشرّعة يعملون بالظهور حتى ولو كان القياس يخالفهم ، وذلك لأنهم يعلمون بأنّ القياس مردوعٌ عنه ـ سواء كان القياس مخصِّصاً أو غير ذلك ـ .

وهنا ملاحظة مهمّة وهي أنـنا لا نقول بأنّ المتشرّعة يعملون بالظهورات بمقدار عمل العقلاء فقط ، وذلك لأنّ العقلاء قد لا يعملون بالظهور إذا كان أمرهم خطيراً بحيث يحتاج إلى تصريح ونص ، وهذا بخلاف المتشرّعة ـ في الشرعيات ـ فهم يكـتـفون بالظهور ، لأنهم يرَون بأنّ الشارع المقدّس قد تعبّدهم بذلك ، حتى ولو لم يحصل عندهم ظنٌّ بإرادة ما هو ظاهر الكلام بسبب بعض أمارات خارجية غير حجّة شرعاً .

*ثم إنّه ـ إضافةً إلى ما ذكرنا ـ لم يَرِدْنا من المعصومين iأيُّ ردع عن العمل بالظهورات ، فلا محلّ للقول بأنّ الظهور مردوعٌ عنه بالآيات الرادعة عن العمل بالظنّ ، ولذلك فلا مجال للقول بلزوم الرجوع حينـئذ إلى الاُصول العملية .

 

الكلام في ادّعاء المحقّق القُمّي حصْرَ الحجيّةِ باستظهار المخاطَبين فقط

إدّعى المحقّق القمّي في القوانين أنّ الظهور الحجّة هو ما يستظهره خصوصُ المخاطَبين ، سواء في الكتاب الكريم أم في السنّة الشريفة ، نعم قد يحصل ظنّ ـ عند غير المشافَهين البعيدين عن مجلس المخاطبة زماناً أو مكاناً ـ بالمراد من الكتاب الكريم أو السنّة الشريفة ، لكن ليس عندنا دليل على حجيّة استظهاراتـنا من القرآن الكريم أو السُنّة الشريفة إلاّ عند الظنّ بأنّ مراد المولى تعالى والمعصومين (علیهم السلام) هو ما نستظهره نحن البعيدون عنهم زماناً أو مكاناً ، ولِعِلْمِنا بأنّ القرآن الكريم وكذلك كلمات المعصومين وردَتْ لكلّ زمان ومكان يتعيّنُ علينا اتّباعُ ذلك الظنّ ، وإلاّ لخرجنا من الدين بالكليّة ...

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 563
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست