اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 558
·
الجواب هنا هو عين الجواب السابق ، أي : إن كان الكلام
الأوّل في مقام البـيان والعمل ، فلا شكّ في لزوم إكرام زيد العالم ، أي يلزم
التمسّكُ بالعموم الفوقاني ، خاصةً إذا كان زيدٌ تحت الإبتلاء سابقاً ، فيُحمَلُ
"لا تكرم زيداً" على كراهة إكرامه ـ جمعاً بين الكلامين ـ ويُحمَلُ
"لا يجب إكرامُ زيدٍ" على عدم وجوب إكرامه .
وبهذا لاحظتَ أنّ كلّ مشاكلِنا
ناتجةٌ من تشخيص الصغرى ، وإلاّ فلا شكّ ـ بعد تشخيص صغرى الظهور ـ في حجيّة
الظهور .
* الصورة الثالثة : ما إذا حصل شكّ في
المعنى الموضوع له ، أي لم يُحرَزِ الظهورُ ، وذلك لأجل الجهل بالمعنى الموضوع له
اللفظُ لغةً وعرفاً ، والأصلُ عدمُ حجيّته عقلائياً وشرعاً وعرفاً ، ولك أن تقول :
لعدم حجيّة الظنّ ، فكيف بما هو دون الظنّ ؟!
* * * * *
أصالةُ الـثبات في اللغة
وعدمِ النقل
وممّا قد يُدّعَى إفادتُه
الظهورَ البناءُ على كون المعنى الحالي هو نفس المعنى السابق ، عند الشكّ في
تغيّره أو حتى عند الظنّ بتغيّره ، بل حتى إذا عَلِمْنا بالتغيّر وشككنا في تاريخه
، وذلك بثلاثة أدلّة :
الأوّل : إنه أصل عقلائي معترَفٌ
به عند كلّ الناس ، وذلك لوجود ارتكاز عند الناس بـبقاء اللغة على ما كانت عليه في
الأزمنة السابقة ، يشعر به الإنسانُ في حياته ، فالإنسانُ يشعر أنّ تغيّرَ اللغةِ
أمْرٌ صعبٌ وليس بتلك السهولة ، في جميع البلاد والأقطار .. ولذلك كان الفقهاء في
العصور المتأخّرة للمعصومين (ع) يأخذون بما
يفهمونه من القرآن الكريم ومن كلام المعصومين المتقدّمين (علیهم السلام)
، لهذا الإرتكاز المذكور ، وهذا ما يعبّرون عنه بأصالة الثبات في اللغة ، بمعنى أنّ ما نفهمُه
اليومَ هو نفسه ما كان يفهمُه القدماء .
الثاني : وهو مبنيٌّ على
الأوّل ، أي مبنيّ على وجود سيرة عند قدماء فقهائـنا ، وذلك بالبـيان التالي : إنّ
هذا الأصل العقلائي أو قُلْ : هذه السيرةُ العقلائية ممضاةٌ من الشارع المقدّس ،
فإنك ترى الرواةَ والفقهاء في أواخر عصر المعصومين (علیهم السلام)
يعملون بارتكازهم على أساس أصالة الثبات في اللغة[560]حتى
[560] تلاحظ في الحاسوب أنّهم من
القديم كانوا يذكرون أصالةَ عدم النقل ، تلاحظ ذلك من إيضاح الفوائد لإبن العلاّمة
ـ يظهر
منه عدم الإعتـقاد بها ـ
وذخيرةِ المعاد للمحقّق السبزواري ـ وهو أيضاً أنكر صحّتها ـ والتـنقيح الرائع لمختصر الشرائع للمقداد السيوري ـ وهو ممّن يعتـقد بهذه
الأصالة ـ
ومصابـيح الظلام للوحيد البهبهاني ـ وهو أيضاً يقول بها ـ واستقصاء الإعتبار في شرح الإستبصار
للشيخ محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني ـ وهو ممّن تردّد في صحّتها ـ ، المهم هو أنك تلاحظ في هذه الكتب أنها كانت محلّ
قبول ورفض ، ولم تكن مسلّمة .
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 558