responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 559

 

ولو لم يصرّحوا بذلك لعدم التفاتهم إلى هذا الإرتكاز العقلائي ، ولم يكن أئمّتـنا (علیهم السلام) ينبّهونهم على خطأ تصرُّفِهم هذا وعلى احتمال تغيّر اللغة ، ولو لدخول آلاف الأعاجم إلى بلاد المسلمين واختلاطهم بهم كثيراً في عصر العبّاسيين ، خاصةً في عصر المأمون العبّاسي لعنه الله .. هذه السيرةُ الممضاة تـفيد الفقيهَ وتجعله يطمئنُّ بوجود أصل عقلائي ممضَى من قِبَلِ المعصومين المتأخّرين (علیهم السلام) هو (أصالة الثبات في اللغة وعدم النقل) .

الثالث : يجري استصحابُ بقاء المعاني القديمة السابقة إلى زمانـنا هذا ، ويترتّب على هذا ثباتُ اللغة إلى يومنا هذا كما كانت منذ القديم ، وبالتالي يترتّب على ذلك لزومُ بنائـنا على كون المعاني التي نفهمها اليومَ هي نفس المعاني التي كانت سابقاً . وبـبـيان أفضل : لا شكّ أنك تعلم بأنّ الإستصحاب هو أصلٌ عقلائيّ المنشأ ، شرعي السعة والحدود ، فإنك حينما تقرأ قولَ الإمام (ع) "لا ، فإنه على يقين من وضوئه" تلاحظ مِن حرْفِ الفاء أنّ تعليل الإستصحاب هو تعليل عقلائي إرتكازي ، ومن العقلائية بمكانٍ إستصحابُ بقاء المعاني السابقة القديمة إلى زمانـنا هذا ، حتى يَثبُت النقلُ إلى المعنى الجديد ، فإذا كان المعنى الحالي هو المعنى الفلاني فإنـنا نستكشف باستصحاب بقاء المعنى السابق كونَ المعنى الحاضر هو نفسه المعنى السابق .

وقبل التعليق على ما ذُكِرَ ينبغي أن يُعلم أنه إنِ اطمأنّ الفقيهُ ـ الذي هو محور كلامنا ـ بـبقاء معنى الكلام على ما كان عليه سابقاً ـ سواء في عصر نزول القرآن الكريم أو في العصور اللاحقة لعصر النبي (ص) ـ فبها ، والفقيه عادةً يحاول معرفةَ ما كان يفهمه الرواةُ من القرآن الكريم ومن كلام المعصومين (ع) ، ولو من تجميع القرائن الداخلية والخارجية ليطمئنّ بما يريد أن يُفتي به ، وأمّا إن لم يطمئنّ فهل يـبني على الأدلّة السالفة الذكر ، أم يَرجع إلى الاُصول العملية ؟ إذن هنا محلّ الكلام فأقول :

يَرِدُ على الأوّل : إنّ العقلاء ليس عندهم شيءٌ اسمُه تعبّد ، فهم لا يعملون إلاّ بما يطمئـنّون به .

ويَرِدُ على الثاني : إنّ إمضاء المعصومين (علیهم السلام) غيرُ واضح وغير معلوم أصلاً ، فلعلّ الفقهاء المتأخرين من طبقة الأئمّة المتأخّرين قد فهموا الآياتِ الكريمة وأحاديثَ رسول الله والأئمّة المتقدّمين (علیهم السلام) كما ينبغي ، ولو من قرائن خارجية أو داخلية ، ولم يُعلم أنهم أجرَوا هكذا قاعدة أو كانوا يرَونها أصلاً ، فضلاً عن الوصول إلى مرحلة إمضائها ، خاصةً وأنّ هكذا بحث لا مصاديق له إلاّ قليلاً ، ككلمات (نجس) و (طهر) و (قرء) و (ينبغي) ، وهي لقلّتها ولمعرفة المراد منها ـ دائماً أو غالباً ولو من خلال روايات أخرى

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 559
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست