اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 496
1 ـ إنّ كلامنا إنما هو في خصوص
الأخبار المعتبرة الغير محفوفة بالقرائن التي تـفيدنا القطع بالصدور ، وإلاّ فإنّ
الأخبار القطعية الصحّة هي حجّة قطعاً ، لحجيّة نفس العلم .
2 ـ إنّ القائلين
بوجوب الإحتياط إنما يريدون إصابة الحكم الواقعي أو معرفة الطريق الشرعي كخبر
الثقة .
3 ـ إنّ القائلين
بوجوب الإحتياط في بعض الأمارات المعتبرة إنما يدّعون الإنحلال الحقيقي ، لا
الإنحلال الحكمي ، وسيأتي توضيح الفرق بـينهما في مكانه .
4 ـ إنّ كلامنا إنما
هو في خصوص خبر الثقة الملزِمِ للتكليف ، المخالفِ للأصل ، فلو كان الأصل يقتضي
أمراً معيّناً ـ كعدم وجوب جلسة الإستراحة ـ وجاءنا خبرٌ معتبَرٌ يُلْزِمُنا بها ،
فح يجب علينا ـ بمقتضى كلامنا السابق بوجوب الإحتياط ـ أن نأتِيَ بها .
5 ـ أمّا الأخبار
المعتبرةُ النافيةُ للتكليف الإلزامي ـ أي الموافقة للأصل النافي للتكليف ـ كأنْ تجيئـَنا
روايةٌ معتبَرة تـفيدنا عدمَ وجوب جلسة الإستراحة بعد السجدة الثانية ، فهنا عدّة
تساؤلات :
ـ إن كان خبر الثقة
نافياً للتكليف وكان الأصل مثْبِتاً للتكليف ، فهل نأخذ بخبر الثقة أم نأخذ بالأصل
المثبت للتكليف ؟! قطعاً على منهجنا ، لنا أن نَـنفي التكليفَ ـ طبعاً ظاهراً ، أي
لا يكون منجّزاً علينا ـ ، وأمّا على الإنسداد فيجب إثباتُ التكليف للأصل
وللإحتياط ، مع أنهم هنا لم يأخذوا بخبر الثقة !!
ـ إن كان خبر الثقة
نافياً للتكليف وكان الأصل أيضاً نافياً للتكليف ، وجاءتـنا رواية ضعيفة السند
مثبتةٌ للتكليف ، وكانت مظنونة الصدور والصحّة ، فبأيّ دليل نأخذ ؟ على منهجنا نـنفي
التكليفَ ظاهراً ، وأمّا على منهج الإنسداد ففيه كلام ، وقد يأخذون بالرواية
الضعيفة من باب الإحتياط . لكنهم ـ مع ذلك ـ سوف يتحيّرون في الإجابة على ترك الإعتـناء
بخبر الثقة ، مع أنهم كانوا يدّعون قبل قليل بأنهم يأخذون بأخبار الثقات من باب
الإحتياط !!
ـ إن كان خبر الثقة
نافياً للتكليف وجاءتـنا روايةٌ ضعيفة السند مثبِتةٌ للتكليف وكان الأصل أيضاً
مثبتاً للتكليف ، فبأيّ دليل نأخذ ؟ لا شكّ أنـنا ـ على منهجنا ـ نـنفي التكليفَ ،
وعلى منهج الإنسداد يُرجع إلى الظنّ ، كما لو كانت الرواية الضعيفة مظنونة الصدور ،
وهنا الإشكال عليهم بأنهم أيضاً هنا تركوا العمل بخبر الثقة ، مع أنهم كانوا
يدّعون لزوم العمل به احتياطاً !!
ـ ثم ما موقفهم إذا
كان خبر الثقة النافي للتكليف مظنون الصدور ؟ أليس أنـنا يجب أن نـنفي التكليف
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 496