responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 448

 

إلاّ الموافقةَ في الجوّ العامّ لآيات كتاب الله الكريم ، أو أنّ نظر هذه الأحاديثِ إلى فرْضِ التعارض ، أو أن لا يخالف الحديثُ كتابَ الله مخالفةً مستقرّة ، وأمّا إذا كان يخالف القرآنَ الكريمَ مخالفةً غيرَ مستقرّةٍ ـ كما في التخصيص والتقيـيد والحكومة والقرينيّة والتي نلخّصها بـ تقديمِ الأظهر ـ فلا بأس به ، وهو ممّا يوافق كتاب الله ، وح لا يكون زخرفاً .

وأرْجَحُ المعاني والتصوّرات ـ من خلال التقسيم الثـنائي لشرط الأخذ بكتاب الله في موثّقة السكوني السابقة فما وافق كتاب الله فخُذُوْه ، وما خالف كتابَ اللهِ فدَعُوْه ـ أنّ المراد من (ما وافقه) أي من حيث العمومات الفوقانية ، و(ما خالفه) أي من حيث العمومات الفوقانية أيضاً . دليلُنا على ذلك عدمُ ذِكْرِ ( ما لا يوافق وما لا يخالف كتابَ الله) والذي هو الأعمّ الأغلب من الروايات ، أي الروايات التي لم يَتعرّض القرآنُ الكريم لها من قريب ولا من بعيد . إذن يجب القول بأنّ المراد هو ما وافق العمومات الفوقانية وما خالف العموماتِ الفوقانية ، أي المخالفة الواضحة ، ولا يحتمل غير هذا .

مثال المخالفة لكتاب الله أن يَرِدَ في روايةٍ أنّ اليوم التاسع من ربـيع الأوّل هو يوم رَفْعِ القلمِ[395] !! أو أنْ يَرِدَ رواياتٌ تَصِفُ قوماً من الناس بأنهم قوم من الجنّ !! فقد روى الكليني بسنده عن الحسين بن خالد عمَّن ذَكَرَهُ عن أبي الربـيع الشامي عن أبي عبد الله (ع) : لا تـنكحوا من الأكراد أحداً فإنهن جِنْسٌ (جيش ـ خ) (حَبْسٌ ـ خ) من الجِنّ كُشِفَ عنهم الغِطاء [396] فهذا الكذبُ في الروايات هو المقصود بقوله (ع) وما خالف كتابَ اللهِ فدَعُوْه و هو الزخرف ، فإنّا نعرف منهم اُناساً متديّنين جيّدين وقد ماتوا على الإيمان ، وكذا ورد عن علي بن داود الحداد (مجهول جداً) عن أبي عبد الله (ع) : لا تـنكحِ الزِّنْجَ والخوز ، فإن لهم أرحاماً تدل على غير الوفاء ، قال : والسِنْد ـ هي بلاد بين بلاد الهند وكرمان وسجستان كأفغانستان وباكستان وبعض محافظة خراسان الإيرانية ـ والهند والقند ليس فيهم نجيـب يعني


[395] بحار الأنوار ج 31 مقتل عمر وكيفية قتله ص 127 . قال العلاّمة المجلسي : ما ذُكِرَ من أن مقتله كان في ذي الحجة هو المشهور بين فقهائـنا الإمامية ، وقال إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله في الجنة الواقية في سياق أعمال شهر ربـيع الأول : إنه رَوَى صاحب مسار الشيعة أنّ جمهور الشيعة يزعمون أن فيه قتل عمر بن الخطاب .. وليس بصحيح . وقال محمد بن إدريس في سرائره : من زعم أن عمر قتل فيه فقد أخطأ بإجماع أهل التواريخ والسير (شيعةً وسنّةً) و إنما قُتِل يوم الإثـنين لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة" (إنـتهى) .

[396] ئل 14 ب 32 من أبواب مقدّمات النكاح ص 56 .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست