اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 387
غَيـبته ، والسرقة حرام نفسياً
بالإجماع ، ولكنّ السبب والغايةَ من هذا التحريم هو أخْذُ أموالِ الناس ظلماً
وعدواناً . وكذا الأمر في كلّ التحريمات ، وكلّ الواجبات كالصلاة والصيام .
ولذلك نقول إنّ الضغط على
الزناد هو الحرام النفسي ـ أي في مرحلة التكليف ـ وذلك لأنه بعد الضغط
على الزناد وخروج الرصاصة باتّجاه قلبِ المظلوم لا يمكن التحكّم بها ، فإنها
ستولّد القتلَ لا محالة ، ولذلك قال علماؤنا إنّ موضوع التحريم النفسي هي المقدّمة
التوليديّة ، وهي التي توجب استحقاقَ العقاب ، مع أنّ المبغوض النفسي ليس هو نفسَ
الضغط على الزناد وإنما هو القتل الظلمي .
* * *
* *
* مقدّمة
المكروه
لا شكّ في أنه إن كانت الغاية
مكروهةً كاللهو واللعب ، فالذهابُ إليها مكروه ، لكن بالكراهة الغيريّة ، لا أن
نفس المشي بحدّ ذاته يصير مكروهاً ويُـبغضه اللهُ تعالى ، وإنما نـيّتـُه على
المشي إلى اللهو واللعب تكون سيّئةً ومكروهة عند الله سبحانه وتعالى .
* * *
* *
حقيقة الوجوب التخيـيري
لا أثر عملياً للبحث عن حقيقة
الوجوب التخيـيري ، لذلك ينبغي أن نخـتـصر المطلبَ فنقول :
المعروف بين الاُصوليين هو أنّ الوجوب
التخيـيري هو ما لو أوجب المولى بعضَ الأمور المذكورة في نصّ الأمر ، كما لو قال :
إن أفطرتَ في شهر رمضان عامداً فعليك العتقُ أو الصيام أو الإفطار ، وفي مقابله
الوجوبُ التعيـيني نحوُ "أكرِمْ فلاناً" و "صلِّ" ، فلم
يخيِّرْ بين إكرام فلان وفلان ، ولم يخيِّرْ بين الصلاة والإطعام ، وإنما أوجب
شيئاً واحداً معيّناً وهو إكرام فلان دون غيره ، والصلاةُ دون غيرها . نعم في
إكرام فلان طرقٌ كثيرة ، فقد تُكْرِمُه وأنت واقف ، وقد تُكْرِمُه وأنت قاعد ، وقد
تصلّي باللباس الأحمر وقد تصلّي باللباس الأخضر ، ولذلك يكون مرجع الوجوب التعيـيني
إلى الوجوب التخيـيري العقلي بين مصاديق الإكرام ومصاديق جامع الصلاة ، لأنّ
المكلّف مخيّر بين أن يوقع الصلاة بهذا اللباس أو بذاك ...
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 387