responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 358

 

يسيرون فيها لَيَالِيَوَأَيَّاماً ، ويساويه اللهُ عزّ وجلّ بذلك مع إبنِ مكّة الذي لا تكلّفه مقدّمات الحجّ شيئاً مذكوراً ؟!

فأقول : إعلمْ أنّ الأجر والثواب هو على النـيّة ، لا على الأفعال ، نَعَم الأفعالُ تصدِّقُ النـيّة ، فلو كان بـيتُ وليّ الله في مكّة وكان بناؤه أن يحجّ في هذه السنة ولو كان بـيتُه في آخر الصين ، فله أجْرُ ذلك تماماً كمَن حجّ من الصين تماماً ، ولذلك يخلِّد اللهُ تعالى أهلَ الجنّة في الجنّة ـ أي بسبب نواياهم أنْ لو خلّدهم اللهُ في الدنيا لأطاعوه ـ وأهلَ النار في النار ـ على نواياهم ، أنْ لو خلّدهم اللهُ في الدنيا لعصَوه ـ . على أنه من الممكن أن يأتي إبنُ الصين ليحجّ فيتأفّفُ من الله تعالى لإيجابه هذه الفريضة عليه ويمنّ على الله بحيث يزيد أجْرُ مَن حَجّ من قلب مكّة المكرّمة على أجْرِ إبن الصين ، بل قد يُحبِطُ اللهُ عمَلَ الذي يحجّ من بلدٍ بعيد في بعض الحالات لتأفّـفه واستـنكاره من صعوبة الحجّ كما رأيتُ في بعض حِججي إلى مكّة المكرّمة ، ومَرَدُّ هذا الإستـنكارِ إلى الإستـنكار على الله ، كما يستـنكر كلّ أو جُلّ النساء من الزواج الثاني ، وهنَّ بالواقع إنما يستـنكرون على الله سبحانه وتعالى .

على كلٍّ ، فالثواباتُ ـ الواردةُ في الآيات والروايات ـ على السير إلى الجهاد[303] وعلى السير إلى الحجّ أو إلى المساجد يجب أن تُحمَلَ على المنّ والتـفضّل ، ويَـبْعُدُ حمْلُها على الإستحقاق ، ولا يوجد دليل قط على الإستحقاق .

كما لا ينبغي أن يستحقّ العقابَ على ترك المـقدّمة ، وإنما يستحقّ العقابَ على ترك نفس الواجب النفسي ، وهذه أمور عقليّة واضحة ، وذلك لأنّه ليس المطلوب هو السير إلى الحجّ في نفسه ، بل قد لا يوجَدُ محبوبـية في نفس المسير إلى الحجّ ، وإنما المحبوبُ والواجب هو نفس الحجّ . على كلٍّ ، لا يُحتمَل تعدّدُ العقاب على ترك الحجّ وعلى ترْكِ المسيرِ إليه وعلى ترْكِ عمَلِ جوازِ سفر وعلى عدم صعوده الطائرة ، وعلى عدم ذهابه إلى رئيس الحملة ليسجّل إسمَه فيها ...

 

* استحقاق الثوابِ على فِعْلِ الواجب أم من باب التـفضّل؟

كَثُرَتِ الآياتُ والرواياتُ التي تَعِدُ بثوابٍ عظيم على إطاعة المولى تعالى ، لكن السؤال هو : هل أنّ ذلك بالإستحقاق العقلي ، أم بالمنّ والتـفضّل الربّاني ؟ وجهان :


[303] كما في قوله تعالى [ وَلاَيُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةًوَلاَكَبـيرَةًوَلاَيَقْطَعُونَوَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (121)] (سورة التوبة) .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست