اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 293
الخامسة : ادّعي الإجماع على
الترخيص في كلّ الأطراف .
الكلمة السادسة والأخيرة
وهي النـتيجة
: لا شكّ في جريان الاُصول الترخيصيّة في أمثال سوق المسلمين ، الذي هو المثال
البارز للشبهة الغير محصورة ، لكنْ لا لسبب واحد بخصوصه ، فإنّ ذلك لم يثبت أصلاً
، وإنما لعدّة اُمور مجتمعة ، وهي مجموع (كثرة الأطراف حدّاً كبـيراً بحيث لا يقع
الإنسان في المخالفة القطعيّة ، والتسهيل على المسلمين وعدم إيقاعهم في الحرج أو
الضرر) ، فقد رخّص لنا ربّنا جلّ وعلا في الشراء والأكل من كلّ محلّ محلّ في السوق
الذي يغلب عليه المسلمون ، وهذا الترخيص هو عين الحكمة ، وليس قبـيحاً بأي شكل .
* * *
* *
التطبـيق السادس : خروج بعض
الأطراف عن محلّ الإبتلاء :
مقدّمة البحث :
يجب أن يُعلم أوّلاً أنّ الخروج
عن محلّ الإبتلاء لا يرفع إلاّ التـنجيز فقط ، ولا يرفع الملاك ولا الجعل ، ولا
الفعليّةَ ، وذلك كما لو قيل لنا : "إنّ شرب الخمر الموجود في بلد لا تصلُ
إليه عادةً ـ كالصين مثلاً ـ حرام ملاكاً وجعلاً وفعليّة ، ولا لغويّة في ذلك ،
لأنّ هذا قانون عام . نعم لا يصحّ أن يقال لك "لا تشرب الخمر الموجود في
الصين" أي بنحو التـنجيز ، وذلك للغويّة ذلك بالنسبة إليك .
والآن نبدأ في البحث فنقول : إذا خرجت بعض
الأطراف عن محلّ الإبتلاء فهل يجوز شرب الإناء الآخر الباقي تحت ابتلائـنا أم لا ؟
الجواب : لا شكّ في وجوب
الإحتياط في الإناء الباقي تحت ابتلائـنا ، مطلقاً وفي كلّ الحالات ، إلاّ إذا
كانت الحالة بالطريقة التالية وهي ما لو وقعت قطرة بول مثلاً إمّا على ثوبنا وإمّا
في المرحاض ، فهنا يُجري العرفُ استصحابَ الطهارةِ في الثوب ، بلا أيّ مانع أو
استهجان ، وذلك لتخيّلهم عدمَ الأهميّة لما وقع في المرحاض مثلاً ، فيتخيّلون عدمَ
تشكّلِ علم إجمالي من الأصل ، فيرَون ـ بتخيّلهم ـ أنّ هذه القطرة هل وقعت على
الثوب أم لا ، فيستصحبون طهارته . أمّا لو وقعت النجاسةُ على أحد ثوبين ثم طهّرنا
أحدَهما أو أخذوه إلى الصين مثلاً ، فلا يجوز أن نصلّي في الثوب الثاني ، لما
يرَونه من تشكّل علم إجمالي واضح ، واستهجانِ أن نصلّي في الثوب الثاني ، ولذلك
فإنهم لا يجرون الاُصول المؤمّنة في الثوب الثاني ، وإنما يـبقُون التـنجيزَ بلحاظ
الثوب الثاني . هذا خلاصة المطلب .
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب الجزء : 1 صفحة : 293